مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة

سر النجاح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالعربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر صور شخصيةمواضيع مختلفة

 

 العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك عبد القادر
Admin



المساهمات : 416
تاريخ التسجيل : 01/03/2013
العمر : 60
الموقع : https://benchicao.forumalgerie.net

العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر Empty
مُساهمةموضوع: العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر   العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر Emptyالإثنين مارس 04, 2013 9:02 am

[b]نشأته وتعليمه
هو العربي بن قاسم التبسي، من كبار علماء الاصلاح بالجزائر، عاش حياته مجاهدا بتبسة وبقي طوال حياته مؤيدا وملتزما بمواقف ((جمعية العلماء المسلمين )) كان منفذا لمنهاجها، وله الفضل الكبير في إيقاظ الوعي الاسلامي الصحيح.
ولد العربي بن بلقاسم بن مبارك بن فرحات التبسي بقرية " ايسطح " النموشية (نسبة إلى قبيلة النمامشة الأمازيغية الكبيرة ) جنوب غرب " تبسة "-وتبعد عنها بنحو مائة وسبعة عشرة كيلو متر- وذلك عام 1895 ، وكان والده فقيرا يشتغل في الأرض، إلى جانب عمله في الزراعة يتولى تحفيظ القرآن لأبناء قرية أيسطح وقد توفي(والده) عندما بلغ إبنه العربي الثامنة من عمره، ليكفله عمه.
أتم حفظ القرآن وهو في الثانية عشر من عمره على( يد ابيه) يد والده في مسقط رأسه وقد توفي والده سنة 1903م. وفي سنة 1907 م رحل إلى زاوية ناجي الرحمانية بـالخنقة جنوب شرق خنشلة فدرس هناك علوم الدين لمدة ثلاث سنوات، لينتقل بعدها إلى زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز بـنفطة جنوب غرب تونس وهي نفس الزاوية التي درس فيها أبوه ، ومنها وأخذ مبادئ النحو والصرف والفقه والتوحيد ، وفي سنة 1913التحق بجامع الزيتونة بتونس أين تحصل على شهادة الأهلية ، و في 1920م انتقل إلى مصر لمواصلة الدراسة في الجامع االأزهر أين تحصل على الشهادة العالمية. أصبح الشاب العربي عالما في الدين، كان لم يطلب العلم من أجل وظيفة تغنيه عن الحاجة بل كان يعتر طلب العلم عندة تحضيرا لنفسه لخدمة وطنه وتحريره من قبضة الاستعمار الغاشم في سنة 1927م عاد الشيخ إلى مدينة (( تبسة )) ليبدأ نشاطه الدعوي انطلاقا من مسجد صغير يدعى ((مسجد ابن سعيد )) ليحرر الوطن والشعب من الاستعمار والجهل والخرفات والبدع التي كادت أن تقضي على الدين والوطن. فأراد العربي التبسي تكرار تجربة الحركات الاصلاحية بالمشرق العربي التي قادها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، كما أعجب بالتجربة المصرية التي غرسها الشاب مصطفى كامل في مصر بداية القرن العشرين والأثار التي تركتها في أوساط مصر.
عودته إلى الجزائر ونشاطه.
عاد الشيخ رحمه الله إلى الجزائر عام (1927م). ليبدأ نشاطه الدعوي في مدينة " تبسة " التي ترعرع فيها، وذلك في مسجد صغير يدعى " مسجد ابن سعيد " فبدأ يتوافد إليه الذين يؤمنون بقدارته و يلتفون حوله يوما بعد يوم حتى صار المسجد لا يسعهم، وواصل الليل بالنهار لإنقاذ هذا الشعب من الجهـل وذل الاستعمار الفرنسي للجزائر ، وبدأت آثار هذا الجهد تظهر في التغيير الاجتماعي والنفسي لأهل تبـسة؛ حيث بدأت تختفي مظاهر التأثر

بالفرنسيين ثمّ واصل نشاطه بعدها إلى الجامع الكبير ، لكن منعته الحكومة الفرنسية التي كانت تشرف على المسجد خوفا من منهجه الذي يحارب العملاء، والدراويش، المشعودين، والمرابطين الذين كانوا يساعدون الاستعمار على ظلمه للشعب، ويقلون أن الاستعمار قضاء وقدر، والذين يعملون مع الاستعمار الفرنسي على تشويه الإسلام وكان الشيخ يرى بأن الحل هو تطبيق قوله تعالى: (( إنّ الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) فعاد إلى المسجد العتيق " ابن سعيد " ليواصل نشاطه رغم ضيقه بالناس الوافدين والقاطنين بالمدينة الذين استجابوا لدعوة الإصلاح واقتنعوا بها.
كان الشيخ يلقي دروسه للعامة بعد صلاة العشاء فعندما يؤذن للعشاء يخرج الناس من منازلهم ومحلاتهم يهرولون لأداء الصلاة فيمتلئ بهم المسجد وبعدها يسمعون للدرس الجوهري الذي يفطن الغافل ويحمس العاقل، فيريهم حكمة الشّرع ، كان الشيخ العربي التبسي يكرر دعوة النبي إبراهيم عليه السّلام ربه عندما كان يقول في القرآن الكريم(( ربي لا تجعلني فتنة للذين كفروا)) فكانوا يقولون للناس أن العربي التبسي يزرع الفتنة وكافر فهو من الأبالسة كما كان يلقب أتباع الشيخ عبد الحميد بن باديس، فعمد الاستعمار وأعوانه إلى تضييق الخناق على الشيخ التبسي فمنعه من كل نشاط. في عام 1929 اتصل الشيخ العربي التبسي بالشيخ الرائد الإمام المصلح عبد الحميد بن باديس الذي اكتسب تجربة كبيرة في الاصلاح الديني والهدف من هذا الاتصال هو معرفة الواقع بدقة والاستفادة من تجربة بن باديس والتنسيق معه لبناء جيل أصيل قادر على الوقوف أمام الاستعمار الغاشم ، قال: ابن باديس عن العربي التبسي بعدما عرفه جيدا أنه((ذكي الفؤاد، صحيح الفكر والعلم، فصيح اللسان، محجاج قوي الحجة، حلو العبارة... شديد الحب لدينه ووطنه، شديد في الدفاع عنهما))نصحه الشيخ ابن باديس بالانتقال إلى مدينة "سيق" في الغرب الجزائري لزرع الأفكار الاصلاحية والوطنية هناك مدامت هذه الافكار قد أتت بثمارها في مدينة تبسة، فانتقل الشخ المصلح الداعي إلى توحيد الجزائريين على كلمة واحدة . إليها بداية سنة 1930م، ففرح أهلها بقدومه وأقبلوا على دروسه واستفادوا من علمه وخلقه وتوجيهاته فمكث فيهم إلى آخر سنة 1931م ، وفي هذه المدة تمكن من بث الدعوة الإصلاحية السلفية ليس في مدينة سيق فحسب، ولكن في أنحاء كثيرة من الغرب الجزائري.
وفي هذه الظروف نشأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 05ماي 1931، وكان الشيخ العربي التبسي أحد أقطابها الكبار إلى رفقة عبد الحميد بن باديس والطيب العقبي ومبارك الميلي والبشير الإبراهيمي، وغيرهم من الرجال الأفذاذ الذين عملوا على إحياء الأمة وتحريكها لتهز أركان الاستعمار الغاشم الذي أراد القضاء عليها إلى الأبد، وقد انتخب الشيخ العربي التبسي أمينا عاما لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
، وقد كان ممن هيأ الأجواء لتأسيسها بمجموعة من المقالات نشرت له في الشهاب ومن أصرحها ذلك المقال الذي نشره سنة (1926) بعنوان(( أزفت ساعة الجماعة وتحرم عصر الفرد))والذي قال فيه: (( فإن هذا العصر عطل الفرد ونبذ حكمه ، وأمات مفعوله، وتجاهل وجوده، فأينما أملت سمعك أو أرسلت نظرك في الشرق أو الغرب، لم تجد إلا أمة فحزبا فهيأة منها وإليها كل شيء، فهي التي تذب عن الهيأة الاجتماعية، وتحرس الأمة في نوائب الدهر وعادية الأيام ، وتغار على كرامتها وحسن الحديث عنها ، وتأخذ بيدها قبل أن تغرق عند هبوب السماسم ولفح الأعاصير ، وتكون لسانها الناطق بطلباتها ، وحسها المتألم لألمها )). وقد تألم الشيخ أكثر لعدم شعور الأمة بحالها المزري ولطول نومها وسباتها ، تألم ألما لم يقدر على كبته فسطر مقالات عناوينها صيحات، أراها لا تزال صالحة أن يخاطب بها أهل زماننا فقال : ((هذه جزائركم تحتضر أيها الجزائريون فأنقذوها)). وقال)) ألا أيها النوام هبوا ((. وقال: )) الجزائر تصيح بك أيها الجزائري أينما كنت ((. واسمع إلى هذه الكلمات المعبرة التي أبيت إلا نقلها)) بكائي على الإسلام ومبادئه ونحيبي على وحدة الدين الذي أضاعه بنوه ، الذي أمر بالجماعة وحث عليها ، بل وجعل المنشق عنها في فرقة من الدين وعزلة عن الإسلام وعداء لأهله . والذي فلق الحب وبرأ النسمة لو أن امرأ مسلما مات أسفا وحزنا على حالة هذه الأمة لكان له عند الله العذر . أيطيب لنا عيش مع هذه الحالة ؟ …((. وتحقق ذلك الأمل في 5 ماي 1931م.
-في سنة 1932م عاد الشيخ إلى مدينة (تبسة) التي لقب بها واشترط عليهم تأسيس مدرسة ومسجد فوافقوا على شرطه فتبرعوا بأموالهم التي نزعوها من قوت أبنائهم لبناء أماكن لطلب العلم والعبادة ، فرجع وأسس(( مدرسة تهذيب البنين والبنات)) التي جهزت تجهيزا عصريا، وبلغ عدد تلامذتها عام افتتاحها 1934م خمسمائة تلميذ وتلميذة جاءوا كلهم من المناطق المجاورة . ، وبجانب المدرسة بنى مسجدا جديدا لا يخضع لمراقبة الإدارة .
-وفي سنة 1935م تم تعيينه كاتبا عاما للجمعية خلفا للعمودي كما كان رئيس لجنة الفتوى فيها.
-وفي1940 بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس انتخب الشيخ البشير الإبراهيمي الذي كان منفيا في (أفلو) رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والشيخ العربي التبسي نائبا لرئيس الجمعية، فتكفل الشيخ العربي بأغلب الأعمال مما أقلق السلطات الاستعمارية.
- وفي عام 1943 ألقي عليه القبض وبقي شهورا في السجن لمبيز بباتنة لينقل فيما بعد إلى سجن الكودية بقسنطبنة، وبعد ستة أشهر أطلق الاستعمار سراحه خوفا من غضب الشعب الجزائري الذي كان يمكن أن يثور فيشغل فرنسا عن حربها ضد ألمانيا النازية.
وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا النازية.خرج الجزائريون إلى الشوارع يوم الثلاثاء الثامن ماي 1945 م في مظاهرات ضخمة وهم يعلنون لفرنسا الاستعمارية أن زمن العبودية قد ولّى، وأنّ عصرا جديدا قد أطل في أفق الجزائر، تعبيرا منهم عن شخصيتهم التي جاءوا للدفاع عن شرفها وتحقيق أماني الجزائريين في الاستقلال والحرية، فردت فرنسا على الشعب الجزائري بالإبادة والقتل باستخدام كل الأسلحة البرية والطائرات والبوارج البحرية فنسفوا المباني وأحرقوا المشاتي لقد كانت المجزرة كبيرة قتل فيها 45 ألفا من الشعب الجزائري واعتقل 73 ألفا منه، فكانت هذه العماليات معبرة عن حقد دفين وعنصرية لا مثيل لها في تاريخ البشرية، هذه المجازر مازادت الجزائريين إلا تصلبا في مطالبهم وقوة في تقرير مصيرهم بأيديهم وبقوة السلاح.
صور لشهداء مجازر أحداث 08 ماي 1945
















اعتقال الأطفال ، النساء و... الشيوخ...بعد مذابح 08 ماي









صورة من سطيف في 10 ماي 1945

ومن هؤلاء المعتقلين العربي التبسي الذي حمّله الاستعمار الفاسد مسؤولية المظاهرات إلى جانب عدد كبير من قادة الأحزاب.
وخرج العربي التبسي من السجن في مارس 1946 ليعودإلى مواصلة جهاده من أجل تحرير وطنه وشعبه.في ظهور جيل جديد شاب عركته المحنة والمأساة يرفض أسطورة الحضارة الفرنسية، وبإقتناع الشعب الجزائري بأن تحقيق الاستقلال لايمكن أن يكون إلا بالسلاح.
في عام 1947 أنشأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين معهد ابن باديس بقسنطينة وهو بمثابة ثانوية تتسع إلى 1500 طالب أسندت مهمة إدارته إلى الشيخ العربي التبسي فعمل وقد بقي على رأسه إلى يوم غلقه سنة 1956م. ولم يكن انتقاله إلى قسنطينة أمرا سهلا بالنسبة لسكان تبسة ، قال الشيخ الإبراهيمي: ((أرضينا سكان تبسة الكرام الذين كانوا يعدون انتقال الأستاذ التبسي عنهم كبيرة يرتكبها من يتسبب فيها ، وأقنعناهم بأن الشيخ العربي رجل أمة كاملة لا بلدة واحدة ورجل الأعمال العظيمة لا الأعمال الصغيرة فاقتنعوا، وأمنا لهم مشاريعهم العلمية والدين ومن هؤلاء المعتقلين ية بإيجاد من يخلف الأستاذ فيها فرضوا مخلصين ))
.
ولم يبخل الشيخ العربي التبسي بنصائحه وتوجيهاته، فكان يذكرهم عند كل عطلة صيفية بالقول لهم ((أنتم جنود الله والوطن، إياكم وارتياد أماكن اللهو والمقاهي، وجندوا أنفسكم للإسلام والوطن، حدثوا آباءكم وأقاربكم عن تعليمكم وشيوخكم، وما سمعتم منهم من النصائح، علموهم ماتعلمتم من الدين والاخلاص، حدثوهم عن الاستعمار وظلمه، فهذا واجبكم في عطلتكم فأنتم أمل شعبكم المسكين، فلا تنشغلوا عن واجباتكم بما يسر أعداء وطنكم ويغيض آبائكم، تذكروا معيشة آبائكم ومسكنهم وملبسهم، وكيف آثروكم على أنفسهم وإخوانهم وأمهاتكم لتنيروا الطريق أمامهم.تلك هي الرسالة التي نكلفكم بتبليغها إلى آبائكم وأقاربكم، وتلك هي أمانة العلم في أعناقكم...))
واستمر الشيخ العربي التبسي في جهاده ضد الاستعمار بالخطب والدروس في المساجد والمحاضرات في النوادي والكتابة في الصحف، فكان ينشر الكلمة الطيبة التي كانت ترتعد لها فرائض الاستعمار وأذنابه، فكان قليل النوم كثير الحركة والترحال.
وفي نوفمبر 1950م ذهب إلى فرنسا لمطالبة تحرير التعليم في الجرائر مع الإبراهيمي ، فلما رأى حال العمال الجزائريين هناك وحاجتهم إلى التعليم، لفت الأنظار إلى القضية ودفع بالجمعية إلى تنظيم الدعوة في فرنسا.
- وفي سنة 1952م رحل الإبراهيمي إلى المشرق فتولى رئاسة الجمعية نيابة عنه إلى أن توقف نشاطها. و بعد غلق معهد ابن باديس انتقل إلى العاصمة لإدارة شؤون الجمعية فيها.











جهاده أثناء الثورة


صورة الثورة الجزائرية التي قامت على المبادئ الإسلامية
قرن وربع قرن، والشعب الجزائري المجاهد يحمل السلاح ضد الاستعمار الغاشم، لم يهن له عزم ولم تلن له قناة، وهو يدفع بقوافل الشهداء، القافلة تلو الأخرى حتى حقق أهدافه. لقد تحمل الشعب الجزائري من عنت المستعمرين، وجور أجهزة الاستعمار، مالم يتحمله شعب من شعوب العالم، دون تحيز أو مبالغة، وعلى الرغم من ذلك استمر في مقاومته، وأتعب فرنسا ولم يتعب غير.
فقد اندلعت الثورة الرائعة ضد الستعمار الفاجر في ليلة أول نوفمبر عام 1954 بعد إعداد طويل...بدأ على وجه التحديد بالنشاط السياسي الذي قام به الأمير عبد القادر واستمر بعد ذلك عبر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من جهة، والتنظيمات السياسية من جهة ثانية، وقد جاءت مذبحة 5 ماي 1945م، وأعمال القمع التالية لتشكل الحافز المباشر للثورة.فالتحق الكثير من تلاميذ مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بها فحملوا السلاح ضد الكفر والطغيان الاستعماري بعدما تحرر الشعب من الخوف والشعوذة فهو عازم على تحرير البلاد مستعنين بما أفتاه الشيخ العربي التبسي قائلا في بداية الثورةأنه: (( لايجوز لأي مسلم دون عذر أن يتخلف على الجهاد)). وكان يتأسف لأنه غير قادر على حمل السلاح لمرضه وشيخوخته فكان يقول متحصرا : ((لو كنت في صحتي وشبابي مازدت يوما واحدا في المدينة أسرع إلى الجبل فأحمل السلاح فأقاتل مع المجاهدين)).فكان يجمع المال للثورة ويعبئ الشعب ويدعوه إلى الجهاد ضد الاستعمار، وعندما نصحه عبان رمضان بالالتحاق بالخارج خوفا من أن يمسه الاستعمار بسوء رد عليه قائلا إذا كنا سنخرج كلنا فمن يبقى مع الشعب يوعيه ويعبئه ويحمسه؟.
صورة لمجموعة من التلاميذ مع مدرسيهم



















فضل الشيخ العربي التبسي البقاء في الجزائر، وكان يلقي الدروس والخطب في مسجد بلكور بالعاصمة يدعو فيها الشعب إلى الإلتحاق بالثورة ضد الاستعمار وكانت دعوته تصل إلى أرجاء الوطن كله.
قد علم المستعمرون أن الشيخ العربي التبسي يتمتع بشعبية كبيرة وأنه مؤيد للجهاد وأحد محركي القواعد الخلفية له، فأرسلوا إليه عن طريق إدارتهم في الجزائر عدة مبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره ولدراسة إمكانية وقف إطلاق النار، فاستعملوا معه أساليب مختلفة من ضمنها أسلوب الترغيب والترهيب، وكان جواب الشيخ دائما : (( إذا أرادت فرنسا إيقاف الحرب فلتفاوض جبهة التحرير الوطني، أما العربي التبسي وغيره فليس لهم أن يتكلموا باسم الشعب وثورته ولا يستطيعون إيقاف ثورة الأمة كلها )). ذلك أنه شعر بأن مقصودهم هو تفكيك الصفوف، وربح الوقت والحد من حدة المواجهة العسكرية ليس إلا، وبعد رفضة المستمر للتفاوض باسم الأمة، رأى المستعمرون أنه من الضروري التخلص منه، ولم يستحسنوا اعتقاله أو قلته علنا لأن ذلك سوف يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على المستعمر، فوجهوا إليه تهديدات عن طريق رسائل من مجاهيل تأمره بأن يخرج من البلاد.
اختطافه واستشهاده
أدرك الشيخ العربي التبسي أنه مهدد في حياته، خاصة بعدما أعتدي على مسجد بلكور الذي كان يخطب فيه ورغم ذلك أصر الشيخ على البقاء في بلاده مع الشعب، وعندما يئس الكفار منه قاموا باختطافه بطريقة جبانة، نقل وصفها من بلاغ نشرته جمعية العلماء المسلمين في البصائر بمناسبة حادث الاختطاف :« وفي مساء يوم الخميس 4أفريل 1957، وعلى الساعة الحادية عشر ليلا اقتحم جماعة من الجند الفرنسي التابعين لفرق المظلات –المتحكمين اليوم في الجزائر – سكنى فضيلة الأستاذ الجليل العربي التبسي ، الرئيس الثاني لجمعية العلماء ، والمباشر لتسيير شؤونها ، وأكبر الشخصيات الدينية الإسلامية بالجزائر ، بعد أن حطموا نوافذ الأقسام المدرسية الموجودة تحت الشقة التي يسكن بها بحي بلكور طريق التوت وذلك شانهم في اقتحام ديار المسلمين، لا يأتونها غالبا من أبوابها، وإنما من السطوح أو النوافذ، لتتم ـ حسب زعمهم ـ المفاجأة، أو ليشتد الإرهاب والنكال. ثم طرقوا باب الشقة، ففتحت لهم وكانوا يرتدون اللباس العسكري الرسمي للجيش الفرنسي ومسلحين بأسلحتهم التي يحاربون بها الشعب، الجزائري الأبي المسلم وقد وجدوا فضيلة الشيخ في فراش المرض الملازم له ، وقد اشتد عليه منذ أوائل شهر مارس عام 1957م وأخذت نوباته تتوالى عليه عنيفة عدة مرات في الاسبوع فلم يراعوا حرمته الدينية ، ولا سنه المتقدمة، ولا مرضه الشديد ، وانتزعوه من فراش المرض بكل وحشية وفظاظة ، ثم أخذوا في التفتيش الدقيق للسكنى والملفات والكتب والرسائل ، بعد أن حجزوا عائلته، وفصلوه عن ابنائه وبناته. وانهالوا على اكبرهم بالضرب لمّا حاول مساعدة والده المريض ثم أخرجوه حاسر الرأس حافي القدمين غير متدثر بشيء من لباسه المفضل، وارغموه على ارتداء سروال ولده ـ البنطال الافرنجي ـ ومعطفه، وكلاهما لايصلح لباسا له لصغره، وكان من المحقق لدى العائلة أنهم ذهبوا به للتحقيق معه، ولكن المفاجأة كانت تامة عندما سئل عنه في اليوم الموالي في الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والشرطة والعدلية ، فتبرأت كل إدارة من وجوده عندها أو مسؤوليتها عن اعتقاله أو من العلم بمكانه.
كيفية إعدام الشيخ رحمه الله.
اختلف المؤرخون في الجهة الاستعمارية المختطفة له وكيفية إعدام الشيخ العربي التبسي رحمه الله، وحكى الباحث أحمد عيساوى حكاية أسندها عن المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم جوادي البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته، كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر، وجاء في هذه الرواية ما يلي : (( وقد تكفل بتعذيبه الجنود السنغاليون والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى أن نفذ صبر (لاقايارد)ـ قائد فرقة القبعات الحمر- وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهادة حيث أعدت للشيخ بقرة كبيرة مليئة بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود وأوقدت النيران من تحتها إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دون رحمة وهو صابر محتسب، ثم طلب منهم لاقايارد حمل الشيخ العربي . فحمله أربعة من الجنود السنغاليين وأوثقوا يديه ورجليه ثم رفعوه فوق البقرة المتأججة وطلبوا منه الاعتراف وقبول التفاوض وتهدئة الثوار والشعب ، والشيخ يردد بصمت وهدوء كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم وضع قدميه في البقرة المتأججة فأغمي عليه ..ثم أنزل شيئا فشيئا إلى أن دخل بكامله فاحترق وتبخر وتلاشى « [الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (131-132« [الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (131-132.
استشهد الشيخ العربي التبسي وهو في الثانيةستين من عمره ولم يعرف إلى حد اليوم مكان جثته، لكن مايعرفه الشعب هو أن روحه حية في جنات الخلد.
الشيخ : العربي تبسي








قال الشيخ الإبراهيمي : (( مدير بارع ومرب كامل ، خرجته الكليتان الزيتونة والأزهر في العلم، خرجه القرآن والسيرة النبوية في الدين الصحيح والأخلاق المتينة ، وأعانه ذكاؤه وألمعيته على فهم النفوس ، وأعانته عفته ونزاهته على التزام الصدق والتصلب في الحق وإن اغضب جميع الناس ، وألزمته وطنيته الصادقة بالذوبان في الأمة والانقطاع لخدمتها بأنفع الأعمال ، وأعانه بيانه ويقينه على نصر الحق بالحجة الناهضة ومقارعة الحجة بالحجة ومقارعة الاستعمار في جميع مظاهره)) .
وقال الشيخ العربي التبسي يوما مخاطبا أعضاء جمعية العلماء المسلمين: ((فلتكن الأخوة رائدنا، وليكن الإخلاص رابطنا، ولتكن النزاهة شعارنا، وليكن نكران الذات القاسم المشترك الأعظم بيننا. إنه لا يمكن إرضاء الإسلام والوطن، وإرضاء الزوج والأبناء في وقت واحد، إنه لا يمكن لإنسان أن يؤدي واجبه التام إلا بالتضحية، فلننس من ماضي الآباء والأجداد كل ما يدعو إلى الفتور وإلى الموت، ولنأخذ من ماضيهم كل ما هو مدعاة قوة واتحاد)).
وقال الشيخ العربي التبسي رحمه الله: ((لست أعرف ابتداءه تاريخيا (يعني الانحطاط) ولكني أستطيع أن أحدده بظهور آثار التغيير في هذه الأمة، وأزعم أنه يبتدئ من يوم أضاع الناس السنة المحمدية وركنوا إلى بدع الرجال التي صرفتهم عن التربية المحمدية والأخلاق الإسلامية، وظهر في الشعب رؤساء ينسبون إلى الدين، فكان وجودهم سببا في انقسام الوحدة واختلاف الكلمة وذيوع الأهواء، وتحيز جماعات الأمة إلى نزاعات تفت عضد الوحدة المقصودة للدين، حتى أصبح الحب والبغض ليسا في الله كما هي القاعدة، واتخذ الناس رؤساء جهالاً بدعيين يعدونهم من أولياء الله وخواص عباده المقربين عنده، ففتنت بهم جهلة الأمة وأشباه الجهلة، فنصروهم على عماية واتبعوهم على غواية، وصار الدين ألعوبة في يد هؤلاء الرؤساء وأتباعهم )).
((وصرح الشيخ التبسي أن سبيل السياسة سبيل فاشل، وأن دواء الأمة هو الرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح وأنه لا دواء نافع سواه ، فقال :« و ها هي السياسة قد خابت وخاب السياسيون ، وخابت الآمال على تلك السياسة، وخبنا فيما نرجوه لإصلاح حالتنا …و ها نحن قد التمسنا مجموعة من الأدوية وجماعات من الأطباء فلم نشف من أمراضنا، ولم نبرأ من أسقامنا ، ولم تعد إلينا صحتنا ، فهل من دواء لأمراضنا ؟…نعم الدواء لأمراضنا والترياق المجرب لأمراضنا واحد لا ثاني له ، وما ذلك الدواء إلا عودتنا تائبين إلى العمل بشريعتنا الإسلامية المعصومة الكفيلة بإسعاد هذا الفرد الشقي وإصلاحه من جميع نواحيه ، ومداواته من كل أمراضه، كما داوته يوم فسد قبل الآن بأربعة عشر قرنا . واسألوا التاريخ أيها المرتابون عن ذلك إن كنتم في ريب من هذه الحقيقة ؛ الشريعة الإسلامية المحصورة في كتاب الله وسنة رسوله وفهوم السلف الصالح لهما دواء للإنسانية في فردها وجماعتها)).








قال الشيخ ابن باديس :
((لأستاذ العربي بن بلقاسم التبسي ، هذا رجل عالم نفاع قصر أوقاته ببلدة تبسة على نشر العلم الصحيح وهدي العباد إلى الدين القويم ، فقد عرف قراء الشهاب مكانته بما نشرنا له ، وخصوصا مقالاته الأخيرة " بدعة الطرائق في الإسلام " ولأول مرة زار هذا الأستاذ قسنطينة فرأينا من فصاحته اللسانية ومحاجته القوية مثل ما عرفناه من قلمه ، إلى أدب ولطف وحسن مجلس طابت له المنازل ورافقته السلامة حالا ومرتحلا)).























الجالسون من اليمين إلى اليسار: محمد السعيد الزاهري، العربي التبس، البشير الابراهيمي، محمد إبراهيم الكتاني(من الغرب ضيفا)، عبد الحميد بن باديس، الطيب العقبي، عبد القادر بن زيان، مبارك الميلي.
الواقفون : محمد العيد آل خليفة، فرحات الدراجي، باعزيز بن عمر، مصطفى.






























الطيب العقبي
الطيب العقبي

المولد والنشأة:
ولد الطيب بن محمد براهيم
العقبي بمدينة سيدي عقبة
( بسكر )سنة 1888م ،
وسط عائلة متوسطة معروفة
بالمحافظة والتدين، هاجر
مع عائلته إلى الحجاز واستقر
بالمدينة المنورة أين تلقى تعليمه الأول بها ونهل من مختلف العلوم التي كانت تقدّم في مسجد الرسول (ص). بدأ نشاطه العلمي بمراسلة بعض الصحف بالمشرق. نشر مقالات مختلفة في الدين و السياسة ممّا سبّب له مشاكل مع السلطات العثمانية التي نفته إلى الأناضول بتركيا، سنة 1918 عاد إلى مكة المكرمة وأشرف على إدارة المطابع الملكية وجريدة القبلة .
نشاطه الإصلاحي:
بعد عودته إلى الجزائر سنة 1920 استقر بمدينة بسكرة وبعد سنوات من التفرّغ لشؤون العائلة الخاصة بدأ نشاطه الإصلاحي رفقة محمد العيد. آل خليفة، ومحمد الأمين العمودي، و أنشأ جريدة الإصلاح لنشر أفكاره الإصلاحية داعيا إلى ضرورة قيام نهضة عربية إسلامية بعيدا عن الخرافات والشعوذة، والتمسك بتعاليم الإسلام الصحيحة انطلاقا من القرآن والسنة النبوية .وكان ينتقل بين المدن الجزائرية للدعوة إلى إصلاح الأوضاع استقر بالعاصمة وأشرف على إدارة نادي التراقي .ساهم مع بن باديس و البشير الإبراهيمي في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، و عيّن مديرا لجريدة البصائر لسان حال بجمعية العلماء و لعب دورا كبيرا في نجاح "المؤتمر الإسلامي " سنة 1936 وكان ضمن الوفد الذي انتقل إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر الإسلامي وعند عودته من باريس قدم تقريرا عن نتائج المؤتمر الإسلامي في تجمع شعبي بملعب العناصر رفقة مصالي الحاج. اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة اغتيال مفتي الجزائر محمود كحول ووضع في السجن.بعد خروجه من السجن تأثر الشيخ العقبي كثيرا بتهمة الاغتيال، و قلص من نشاطه بتخلّيه عن إدارة تحرير جريدة البصائر، ثم انسحابه من عضوية المجلس الإداري لجمعية العلماء، وأعاد إصدار جريدته الأولى " الإصلاح " سنة 1939، وبدأ يظهر بينه وبين أعضاء الجمعية خلاف حول منهجية الدعوة و الإصلاح، لكنه واصل نشاطه ضمن نادي الترقي خلال فترة الثورة التحريرية كان الشيخ العقبي طريح الفراش يعاني من مرض السكري إلى أن توفي يوم 21 ماي 1960 .
الأمين العمودي
الأمين العمودي
مولده ونشأته :
ولد محمد الأمين العمودي بمدينة
وادي سوف سنة 1891م، نشأ
وسط عائلة فقيرة تلقى تعليمه الأول
بمسقط رأسه بالمدرسة القرآنية، ثم
بالمدرسة الأهلية و بعد نجاحه
انتقل إلى بسكرة لمواصلة دراسته الثانوية لكنه سرعان ما طرد من الثانوية كما طرد مرّة أخرى من المدرسة الرسمية بقسنطينة، لكن هذا لم يمنعه من الحصول على مستوى ثقافي جيد باللغتين العربية و الفرنسية أهّله ليستغل وظيفة وكيل شرعي بمدينة بسكرة، أين ربط علاقات متشعبة مع مثقفي المنطقة من أدباء وشعراء.
نشاطه الإصلاحي: كانت بداية نشاطه في مجال الدعوة الى إصلاح أوضاع المجتمع الجزائري من خلال الصحافة، حيث كان ينشر مقالاته في جريدة الإقدام التي كان يصدرها الأمير خالد ، ثم بجريدة المنتقد التي كان يصدرها ابن باديس وجريدة الإصلاح التي كان يصدرها الطيب العقبي، كما اظهر نشاطا سياسيا بمساندته للأمير خالد في حملته الانتخابية ثم مع الدكتور سعدان حين ترشح ببسكرة. ومع تأسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931 اتضح دوره الإصلاحي، إذ كان من المؤسسين للجمعية و عين أمينا عاما لها ، واستطاع بناء علاقه مع ابن باديس و الأمير خالد من قبل أن يوجه مطالب جمعية العلماء بعيدا عن تعنت الإدارة الاستعمارية و تحرشاتها ،و حتى يتمكن من تبليغ أهداف الجمعية أصدر جريدة "الدفاع "LA DEFENSE باللغة الفرنسية حتى تصل إلى المتعلمين بلغة الاستعمار .
برز دور العمودي السياسي في الجهود التي بذلها لتنظيم المؤتمر الإسلامي ، وكان أحد الموفدين إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر الإسلامي إلى الحكومة الفرنسية كما قام بحملة شرح و توعية لنتائج المؤتمر بعد عودته من باريس ، أنشأ عام 1937 جمعية شباب المؤتمر الإسلامي.وظل العمودي على نشاطه إلى غاية الحرب العالمية الثانية أين فضل اعتزال السياسة إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية و رغم أنه لم يظهر أي نشاط ثوري مباشر إلا أن السلطات الاستعمارية لم تغفله بل اختطفته يوم 10أكتوبر 1957، وبعد عدة أيام وجدت جثته بنواحي العجيبة شر
[u]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://benchicao.forumalgerie.net
 
العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» قصة سيِّدُنا نوح من إعداد عبد المالك عبد القادر
» الأنبياء والرسل - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» محمد البشير الإبراهيمي - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» قصص للمطالعة من إعداد عبد المالك عبد القادر مدير مدرسة النصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة :: الفئة الأولى :: مواضيع عامـة-
انتقل الى: