مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة

سر النجاح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولقصص للمطالعة صور شخصيةمواضيع مختلفة

 

 قصص للمطالعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك عبد القادر
Admin



المساهمات : 416
تاريخ التسجيل : 01/03/2013
العمر : 60
الموقع : https://benchicao.forumalgerie.net

قصص للمطالعة Empty
مُساهمةموضوع: قصص للمطالعة   قصص للمطالعة Emptyالأربعاء مارس 13, 2013 8:55 am

إنما المؤمنون إخوة

كان سامي من أكثر الأولاد المشاغبين في المدرسة, فقد كان يظلم الأطفال الصغار ويأخذ طعامهم ويضربهم حتى أصبحت المدرسة كلها تكره سامي وتقي شره, بالإضافة إلى أنه تلميذ غير نشيط يأتي متأخراً إلى المدرسة ودائماً يتعرض إلى عقاب المعلمة لأنه كسول ومشاغب, وعلى
العكس كان أحمد تلميذاً مجتهداً يحفظ دروسه وينهض نشيطاً إلى مدرسته, وقد نال تقدير المعلمة ورفاقه.في يوم من الأيام كرمت المعلمة أحمد لأنه نال أعلى الدرجات وأعطته وساماً كي يضعه على صدره لأنه تلميذ نشيط, فرح أحمد وشكر المعلمة ولكن سامي لم يسر لما فعلته المعلمة مع أحمد وأعجبه الوسام وقرر أن يأخذه من أحمد, وعندما كان أحمد عائداً من المدرسة, إذا بسامي يعترض طريقه ويطلب منه أن يعطيه الوسام الذي على صدره, ولكن أحمد قال له :هذا الوسام أعطته المعلمة لي لأني أنجزت واجباتي, ولكن سامي هاجمه وضربه وأخذ الوسام, فحزن أحمد أشد الحزن ومرت أيام متتالية لم يأت فيها سامي إلى المدرسة, وفرح معظم الأولاد لعدم قدومه وتمنوا لو يغيب عن المدرسة إلى الأبد, لكن أحمد قلق عليه لتغيبه الطويل وقال لرفاقه: يجب أن نزور سامي في بيته حتى نطمئن عليه لعله مريض فأجابه رفاقه: سامي لا يستحق منا أن نزوره, ونحن على ثقة أنه يهرب من المدرسة ليقضي الوقت في التسكع هنا وهناك, فقال لهم أحمد: ولكني سأذهب، فقال له عامر: سأذهب معك يا أحمد وفعلاً توجه أحمد وعامر إلى بيت سامي, وعندما طرقا الباب فتحت لهما أم سامي وهي تبتسم وعندما سألاها عن سبب تغيب سامي عن المدرسة أجابتهما بحزن أن سامي مريض ولا يستطيع النهوض من السرير من شدة الإعياء, فطلبا منها أن يزوراه، فرحبت بهما وأدخلتهما إلى غرفة سامي.







كان سامي متعب ويبدو عليه المرض وعندما رأى أحمد وعامر بدأ يبكي ويقول لهما أرجو أن تسامحاني على ما فعلت بكما فقال له أحمد: الحمد
لله على سلامتك, لا تقلق إني أسامحك لأننا مسلمون والمسلم يسامح أخاه المسلم حيث يقول: الله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وتعانق الأصدقاء, وعندما أراد سامي
أن يعيد الوسام إلى أحمد, رفض أحمد وقال له: بل أنت ستضعه لأنه وسام الصداقة التي تجمعنا.
الأسَدُ والأرنَبُ
زَعَموا أَنَّ أَسَداً كَانَ في أرضٍ كَثِيرَةِ الْمِياهِ وَالْعُشْبِ، وَكَانَ في تِلْكَ الأرْضِ من الْوُحُوشِ – فيِ سَعَةِ المِيَاهِ وَ الْـمَرْعَى – شَيءٌ كَثيِرٌ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يكُنْ يَنْفَعُهَا ذلِكَ لِخَوْفِها مِنَ الأسَدِ.
فَاجْتَمَعَتْ وَأَتَتْ إِلَى الأسَدِ فقَالَتْ: إِنَّكَ لَتُصيبُ منَّا الدَّابَّةَ بَعْدَ الجٌهْدِ وَ التَّعَبِ. وَقَدْ رَأَيْنا لَكَ رَأْيًا فيهِ صَلاَحٌ لَكَ وَ أَمْنٌ لَنَا. فَإِنْ أَنْتَ أَمَّنْتَنَا وَلَمْ تُخِفْنَا، فَلَكَ عَلَيْنَا فيِ كُلِّ يَوْمٍ دَابَّةٌ نُرْسِلُ بِهَا إِلَيْكَ، فيِ وَقْتِ غَدائِكَ)). فَرَضِيَ الأسَدُ بِذلِكَ وَصَالحَ الوُحوشَ عَلَيْهِ، وَوَفَيْنَ لَهُ بِهِ.
ثمَّ إِنْ رَأَيْنَا أَصَلبَتْهَا القُرْعَةُ، وصارتْ غَدَاءَ الأَسَدِ فقالتْ للوحُوشِ: ((إِنْ أَنْتُنَّ رَفِقْتُنَّ بِي في ما لا يضُرُّكُنَّ رَجَوْتُ أَنْ أُرِيحَكُنَّ مِنَ الأَسَدِ)). قَالتِ الوُحُوشُ: ((وَمَا الَّذي تُكَلِّفيِنَنَا منَ الأُمورِ؟)) فقاَلَتْ : ((تأمُرْنَ الَّذي يَنْطَلِقُ بيِ إلى الأسَدِ أنْ يُمْهِلَنِي رَيْثَما أُبْطِىءُ عَلَيْهِ بَعْضَ الإِبْطاءِ)) فَقُلْنَ لَهَا: ((ذلكَ لَكِ)).
فانطلَقَتِ الأرْنَبُ متباطِئَةً، حتَّى جَاوَزَتِ الوَقْتَ الَّذي يتَغَدَّى فيهِ الأسد، ثمَّ تقدَمَتْ إِلَيْهِ وَحْدَهَا رُوَيْدًا، وَكَان قد جاعَ. فغضِبَ وَقَامَ من مَكَانِهِ نَحْوَها، وقالَ لَهاَ: ((مِنْ أَيْنَ أَقْبَلتِ؟)) قالَتْ : أَنَا رَسُولُ الوُحُوشِ إِلَيْكَ. بَعَثْنَنِي وَمَعيِ أَرْنَبٌ لَكَ. فَتَبِعَنِي أَسَدٌ فيِ بَعْضِ تِلْكَ الطَّريقِ فأَخَذَهَا منِيِّ، وَقَالَ: (( أَنَا أَولىَ بِهَذِهِ الأرْضِ وَمَا فيِها مِنَ الوُحوشِ)).
فَقُلْتُ لَهُ: (( إِنَّ هذَا غَدَاءُ المَلِكِ، أَرْسَلْتْ بِهِ الوُحُوشَ إِلَيْهِ، فَلا تُغْضِبَنَّهُ. فَسَبَّكَ وشَتَمَكَ. فَأَقْبَلتُ مُسْرِعَةً لِأُخْبِرَكَ)).








فقالَ الأَسَدُ: (( انْطَلِقِي مَعيِ فَأَريِنيِ مَوْضِعَ هَذا الأسَدِ)).
فانطَلَقَتِ الأرْنَبُ إِلىَ جُبٍ فيهِ ماءٌ غَامِرٌ صَافٍ، فاطَّلَعَت فيِهِ، وَقَالَتْ: ((هَذاَ المَكَانُ)) فاطَّلَعَ الأَسَدُ فَرَأى ظِلَّهُ وَظِلَّ الأرْنَبِ فيِ المَاءِ فَلَمْ يَشُكَّ في قوْلِهاَ، وَوَثَبَ عَلَى الأسَدِ لِيُقَاتِلَهُ، فَغَرِقَ فِي الجُبِّ. وانقلَبَتِ الأرْنَبُ إلى الوحوشِ فأَعْلَمَتْهُنَّ صنِيعهَا بالأسَدِ.

حتى الحمار يفكر

في احد الأيام وقع حمار في بئر غامر .أخذ الحمار يصرخ لساعات بينما كان الفلاح يحاول التفكير في طريقة لتخليص حماره حيث إن البئر كانت عميقة جدا والحمار ثقيل وليس من وسيلة لإخراجه .
أخيرا قرر الفلاح أن الحمار صار عجوزا وليس بحاجة إليه فقرر أن يدفنه داخل الجب بردمه بالتراب.لذلك فلا فائدة من إنقاذ الحمار. (من هنا بدأ الحمار يفكر ) ، إذ قام الفلاح باستدعاء كل أهل القرية لمساعدته في دفن الحمار في البئر. فامسك كل منهم معول وبدأ يسكب الرمل في البئر. عندما استنتج الحمار ما يحدث بدأ في الإستفادة من الموقف،
وبعد لحظات هدأ الحمار تماما. حدق الفلاح في أسفل البئر فتفاجئ مما يفعله الحمار ، ففي كل مرة ينسكب فيها الرمل من المعول يقوم الحمار بعمل شيء مدهش ، كان ينتفض ويسقط الرمل في الأسفل ويأخذ خطوة للأعلى فوق الطبقة الجديدة من الرمال.
فكلما يرمي الفلاح وأهل القرية بالرمل في الجب فوق الحمار كان ينتفض ويأخذ خطوة للأعلى.




وبعد فترة وصل الحمار لحافة البئر وخرج بينما أنصدم واندهش الفلاح وجيرانه من حكمة الحمار التي لم تخطر لهم على بال . بعد قراءة الحكاية تعالوا نرى ماهي الفائدة من طرح القصة ؟الحياة سوف تلقي علينا بالرمال أي المشاكل، كل أنواع المشاكل، وفكرة الخلاص من البئر هي أن لا تدع الأوساخ تدفنك ولكن تنفضها جانبا وتأخذ خطوة للأعلى . وكل مشكلة تواجهنا في الحياة هي حفنة تراب يجب أن نخطوا فوقها. نستطيع الخروج من أعمق مشكلة ولكن يجب أن لا نتوقف ولا نستسلم أبدا.
أُمّي الجميلة

قرّرتُ أنْ أكتبَ إليكِ اليومَ هذهِ الرسالةَ وأنا أُدركُ تماماً أنّكِ قدْ لا تجدينَ فرصةً لقراءةِ هذهِ الكلماتِ، لكنَّني مصرٌّ على الكتابةِ لأنَّ مدرّسَ اللغةِ العربيّةِ قالَ لنا اليومَ أنْ نكتبَ حينَ لا نجدُ مَنْ يُصغي إلينا !
أعلمُ يا أمّي أنكِ كنتِ دوماً خيرَ من يستمعُ إليَّ .. تصغينَ لكلِّ كلمةٍ،لكلِّ آهٍ، لكلِّ تنهيدةٍ .. وتبتدعينَ حلولاً سريعةً ومناسبةً لكلِّ المشكلاتِ ... تحضنينني إِنْ بكيتُ، وتمسحينَ دموعيَ و تستنشقينني حتّى الصميمِ ... تبعثينَ في نفسيَ أملاً بتجدُّدِ الحياةِ كلَّما ظننتُ أنَّ الحياةَ قَدِ انتهتْ !
أنتِ ليَ الملجأُ والملاذُ مِنْ كلِّ الأخطارِ والشرورِ .. إنَّ ضمّةً إلى الصَّدرِ الدافئِ تبعثُ في القلبِ نشوةً لا توصفُ .. أَذكُرُ على الدَّوامِ إشراقَ وجهِكِ يُوقظُني صباحاً ويحثُّني على النهوضِ استعداداً للذَّهابِ إلى المدرسةِ...أَذكُرُ لـَمْساتِكِ المداعبةَ لشعريَ وجبينيَ وخدّيَّ عندَ استلقائيَ على الفراشِ مساءً ... أَذكُرُ سهرَكِ وقلقَكِ عندَ مرضي، ومواظبَتَكِ على إعطائيَ الدواءَ في مواعيدِهِ المحدَّدةِ بانتظامٍ في حين كنتُ أَنسى أو أَتناسى ذلكَ. مَنْ سيكونُ ملاذيَ الآنَ ؟ مَنْ سيقومُ بكلِّ ما كنتِ تفعلينَ لأجلي ؟ أرجوكِ يا أمّاهُ أَنْ تصحي مِنْ هذهِ الغيبوبةِ ! عودي إليَّ كما كنتِ ... لا أستطيعُ الاستمرارَ في العيشِ مِنْ دونِ سماعِ صوتِكِ ورؤيتِك تملئين فراغَ بيتِنا الذي أصبحَ الآنَ مهجوراً.
أُمّي الجميلةَ .. لقدْ أخبرتُكِ بكلِّ هذا في أولِ يومٍ لمرضِكِ لكنَّ الطبيبَ أبعدني عَنْ سريرِكِ وقالَ إنّكِ لنْ تسمعي شيئاً ! هَلْ حقاً أنــَّكِ لا تسمعينَ ؟





أُمّاهُ .. أتضرّعُ إلى اللهِ أَنْ يُزيحَ عنكِ هذا الكابوسَ الرهيبَ وأُصلّي لأجلِ أَنْ يتقبَّلَ دُعائي ويعيدَكِ إليَ سالمةً من كلِّ مرضٍ! وأُريدُ أَنْ أُخبرَكِ أيضاً بأنَّ الطبيبَ توقّعَ أنْ تجتازي هذهِ الغيبوبةَ خلالَ بضعةِ أيّامٍ، لكنَّني سمعتُهُ يهمسُ لخالتي بأنَّ الأملَ مفقودٌ في مثلِ حالتِكِ! هَلْ يعني هذا أنـَّكِ ستبقيْنَ على هذا النحوِ للأبدِ ؟ أجيبيني أرجوكِ !








أُمّي ... سمعتُ بعضاً من كلامِ الأطبَّاءِ قبلَ أنْ يخرجوني مِنَ الغرفةِ ... لقدْ أَمسكَ أحدُهم بصورةٍ شعاعيّةٍ وقالَ لآخرَ : " لاحظْ هذا الورمَ الذي يضغطُ على المراكزِ الحسّيَّةِ " .. لَمْ أفهمْ ما معنى هذا لكنَّ خالتي قالتْ بأنَّ هذهِ الأورامَ طبيعيّةٌ عندَ كلِّ النَّاسِ وهي تزولُ بعدَ فترةٍ وجيزةٍ مثلما يَزولُ الورمُ الذي تسبّبُهُ لسعةُ حَشَرةٍ سامَّةٍ ! هَلْ هذا صحيحٌ أم أنـَّها لا تقولُ الحقيقةَ ؟ وإنْ كانتْ هذه هي الحقيقةُ فلماذا أراها تبكي كلما نظرتْ إليكِ ؟

أُمّي الجميلةَ .. لقدِ اتّصلَ بيَ والدي اليومَ وأخبرَني بأنّهُ سيَصِلُ غداً، وهذا ما زادَ مِنْ قلقي ... لماذا يحضُرُ مِنَ بلد بعيد إنْ لَمْ يكنِ الأمرُ خطيراً ؟
الجميعُ هنا يعتبرُني طفلاً صغيراً ولا يخبرونني بالحقيقةِ بصدقٍ! هلْ كنتِ ستفعلينَ ذلكَ لو كنتِ صاحيةً ؟
أَعدُكِ يا أُمّي أنْ أُجِدَّ في دروسيَ لأكونَ كما تمـنَّـيْتِ لي أنْ أكونَ، طبيباً مختصَّاً بأمراضِ السَّرطانِ ... أَعدُكِ يا أمّي أنْ أُطيعَ جميعَ مدرّسيَّ وأَبي وخَالتي وعمَّاتي وأَنْ أُساعدَ أَبي في أعمالِ المنزلِ ريثما تعودينَ إلينا ... وستفخرينَ بابنكِ الذي صنعتِهِ وكوَّنـْـتِهِ !

وأخيراً سأضعُ هذه الرسالةَ تحتَ وسادتِكِ لتكونَ أوّلَ شيءٍ تقرئينَهُ عِنْدَ استيقاظِكِ، ولنْ أُتعبَكِ في كتابةِ الرَّدِّ , فلا أريدُ منكِ سوى قراءةِ كلماتي والابتسامِ لي لدى رؤيتي!



سُـمَيّة والقطَّة
كنت قد أتفقت أنا وصديقتي سعاد على أن نخبئ قطتي عن الغلمان المشاكسين الذين يرمونها بالحجارة ويضربونها بالعصا والتلذذ في تعذيب
القطة المسكينه هاقد حان موعد مجئ الأولاد المشاغبين الذين تمتعوا بتعذيب قطة صغيرة ليس لها أي ذنب كنت قد اسْتَعَدَيْتَ جيِّداً للاختباء خلف الشجرة الكبيرة التي كان الأولاد قد يقفون أمامها هؤلاء الأولاد المشاكسين الذين لا يسمحون لأي هرة تأتي باتجاه هذه الشجرة الكبيرة التي كانوا يقفون أمامها ها قد أتى الأولاد قالت لي سعاد بصوت خافت:سميه بسرعة شدي الحبل جيداً حتى يقع الأولاد في الشبكه ثم قلت لها:أنظري أنها أول قدم تقع في الشبكه ثم قالت سعاد:هيا أرفعيها
رفعنا الولد الذي وقع في الشبكة حتى يأتي أصدقاءه لمساعدته
فهربت القطة من أيدي الأولاد الأشقياء وهربنا معها لكن ذات يوم كنت قد آويت إلى فراشي وحان موعد النوم لكني صرخت فجأة حينما





رأيت فأراً يتسلل إلى داخل حجرتي وهو يريد أن يأكل المتبقي من طعام عشائنا جاءت قطتي فزعة والتهمت الفأر بسرعة وأخذت تهأدني وهي تقول:لا تخافي هذا لأنكي لم تظعي ماتبقى من طعامكفي كيس وأعطيتيه للكلاب الجائعه حتى لاتزعجكي في منتصف اليل .شكرت قطتي كثيراً لأنها أولاً ساعدتني وثانياً ذكرتني أن أعطي ما تبقى من طعامي للكلاب الجائعه وهذه أول قصة رويتها لأخي الصغير.

فِراَسَةُ البَدْوِيّ
أَضاعَ رَجُلٌ رَفِيقَهُ مَعَ بَعيِرٍ لَهُ فيِ إِحْدىَ الصَّحارَى وظَلَّ يَنْشُدُهُما طُولَ النَّهارِ، مِنْ غَيْرِ جَدْوَى. ثُمَّ لَقِيَ وَقْتَ الْعَصرِ أَعْرابِيًّا، فَفَرِعَ بِهَذِهِ المُصَادَفَةِ، وسأَلَهُ عَمَّا إذا كان قد رأى الرَّجُلَ والبَعيرَ.
فقَالَ الأَعْرابِيُّ : ((هَلْ كان رفيقُكَ سَميِناً وَ أَعْرَجَ؟))
قاَلَ الرَّجُلُ : ((نَعَمْ، وَأَيْنَ هُوَ؟))
لا أدري أيْنَ هُوَ ... ولكن قُلْ لِي، هَلْ كانَ بِيَدِ رَفيقِكَ عَصًا؟ وَهَلْ كانَ البعيرُ أَعْوَرَ يَحْمِلُ حَمْلاً منَ التَّمْرِ؟
فكادَ الرَّجُلُ يَطيرُ فرَحًا وأجاَبَ مُسْرِعًا: (( نَعَمْ هُوَ بِنَفْسِهِ ... رَفيقيِ وَبَعيريِ... وَقَدْ نَهَكَنيِ التَّعْبُ، وَأَنَا أَنْشُدُهُمَا من غَيْرِ جَدْوىَ، وفي هذا الحرِّ الشَّديدِ ... باللهِ عَلَيْكَ دُلَّني على مَحَلِّهِما، متى رأيتـٌهٌمَا؟ وَأَيْنَ ذَهَبَا؟







قَالَ الأعْرابِيُّ: إنَّنيِ لَمْ أرَهُمَا قطُّ... وَلَمْ أَر إِنْسَانًا غَيْرَكَ مُنْذُ البارِحَةِ...وَ إِنَّمَا؟
فقاطَعَهُ الرَّجُلُ غاضِباً: (( أَتَمْزَحُ أَمْ تَهْزَأُ؟ هَلْ تُريدُ أ، تَخْدَعَنيِ؟ كَيْفَ تَقُولُ ليِ: لمْ أَرَ أَحَداً قَطُّ، وَ أَنْتَ تَصِفُ لِي صاحِبيِ وَبَعيرَهُ))؟
فَأَجَابَهُ الأَعْرابيُ بِهُدوءٍ تامٍّ: ((نَعَمْ، لَمْ أَرَهُ قَطٌّ... وَمَعَ ذلكَ أَعْرِفُ أَنَّهُ استراحَ مُدَّةً من الزَّمَنِ تَحْتَ هذهِ النَّخْلَةِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلى جِهَةِ الشَّامِ... وَكَانَ قَبْلَ نَحْوِ ثَلاثِ سَاعاتٍ...))
فصاحَ الرَّجُلُ، وَقَدْ أَعْيَاهُ الصَّبْرُ: ((كَيْفَ تَعْرِفُ كُلَّ ذلكَ إذاَ كُنْتَ لمْ تَرَهُ))؟
فَقَالَ الأعْرابِي: (( لَمْ أَرَهُ بِعَيْنَيَّ. وَلَكِنِّي عَرَفْتُهُ من آثاَرِهِ..))
ثمَّ أَمْسَكَ بِيَدِ الرَّجُلِ، وَتَقَدَّمَ بِهِ نَحْوَ آثارِ الأقْداَمِ الباَقِيَةِ عَلىَ الرِّمَالِ وَقَالَ لَهُ : (( اُنْظُرْ إلىَ هذه الآثارِ: فَهَذِهِ آثارُ قَدَمِ الرَّجٌلِ، وَهِّهِ آثَارُ خُفِّ البَعيرِ وَ هذِهِ آثَارُ العَصا...
انظُرْ إِلىَ آثارُ قَدَمَيِ الرَّجُلِ تَجِدُ اليُسْرى مِنْهُمَا أَعْمَقَ وَ أَكْبَرَ من اليُمْنىَ...أَلَيْسَ عَلى ذلكَ دَليِلاً علَ أَنَّهُ أَعْرَجُ؟ ثمَّ قارن بَيْنَ هذه الآثارِ وَبَيْنَ آثَارِ قَدَمَيَّ أَنَا: أَلَيْسَتْ أَعْمَقَ مِنْهَا؟ ألا تَفْهَمُ مِنْ ذلكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ أَسْمَنَ مِنِّي؟))
فَدَهِشَ الرَّجُلُ منْ هذهِ الاستِدْلالاتِ... وَصَاحَ قَائلاً: ((كُلُّ ذلك حَسَنٌ جِدّاً... لَكِنَ قُلْ لي كَيْفَ يُمْكِنُكَ أنْ تَعْرِفَ أَنَّ البَعيرَ كَان أَعْوَرَ، والعَيْنُ لا تَطَأُ الرَّمْلَ وَلاَ تَتْرُكَ أَثَراً عَلىَ الرِّمَالِ... وَلَكِنَّهَا تَرَكَتْ أَثَراً فيِ هَذِهِ الأَعْشَابِ فانظُرْ إلى هذا الكَلإِ، وانتَبِهْ إلىَ آثارِ الأكْلِ فيهِ، وتَعَقَّبْ هَذِهِ الآثَارَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَرْعِيَّ مِنْهُ فيِ الجِهَةِ اليُمْنىَ؟))...
فزاد استغرابُ الرَّجُلِ، وَسَأَلَهُ: (( والحِمْلُ والتَّمْرُ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهُمَا آثَارٌ أَيْضًا؟)).
فَتَقَدَّمَ الأعْرابيُّ نَحْوَ عِشْرِينَ خُطْوَةً وَقالَ: (( انظرْ إِلىَ النَّمْلِ فيِ هَذهِ البُقْعَةِ، لأَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَجَمَّعَتْ وَ جَعَلَتْ تَروحُ وَتَجيءُ حَوْلَ الدِّبْسِ، وَهُوَ عُصارَةُ التَّمْرِ؟))
فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ مُفَكِّرًا دَهِشًا، وصاحَ أَخِيراً: (( والسَّاعَةُ؟ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أنْ تَعْرِفَهاَ؟)).
فأخَذَهُ الأَعْرابيُّ نَحْوَ النَّخْلَةِ، وقَالَ لَهُ: انْظُرْ إِلىَ هَذِهِ، أَلَمْ تَفْهَمْ مِنْهَا أَنَّ رَفيقَكَ كانَ قَدِ اسْتراحَ هُنَا، والبَعِيرُ مَعَهُ؟)).
وَلَكِنْ كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّ ذلِكَ كَان قبلَ ثلاثِ سَاعَاتٍ؟ فَضَحِكَ الأَعْرَابيُّ مَرَّةً أُخْرَى، وَقَالَ: (( انظُرْ إلى ظِلِّ النَّخْلَةِ، أَيْنَ هُوَ؟... هَلْ تَظُنُّ أَنَّ البَدْوِيَّ تَرَكَ الظِّلَّ وَجَلَسَ في الشَّمْسِ؟... لاَشكَّ فيِ أَنَهُ استراحَ حيثُ كانَ الظِّلُّ... وَأَنَا، ابنُ الباديَةِ، أَعْرِفُ أنَّ الظِّلَّ لا يَتَحَوَّلُ من مَحَلِّ هذِهِ الآثارِ إلى المَحَلِّ الَّذي هُوَ فِيهِ الآنَ إلاَّ فيِ نَحْوِ ثَلاَثِ ساعاتٍ ... وبِهذا عَرَفْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ من هُنَا قَبْلَ ثلاثِ سَاعَات)).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://benchicao.forumalgerie.net
 
قصص للمطالعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نصوص للمطالعة
» قصص متنوعة للمطالعة
» قصص للمطالعة من إعداد عبد المالك عبد القادر مدير مدرسة النصر
» إنما المؤمنون إخوة قصة للمطالعة من إعداد عبد المالك عبد القادر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة :: الفئة الأولى :: مواضيع عامـة-
انتقل الى: