مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة

سر النجاح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر  شخصيةمواضيع مختلفة

 

 الأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك عبد القادر
Admin



المساهمات : 416
تاريخ التسجيل : 01/03/2013
العمر : 60
الموقع : https://benchicao.forumalgerie.net

الأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر Empty
مُساهمةموضوع: الأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر   الأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر Emptyالإثنين مارس 04, 2013 8:52 am

المختصر لأهم الأحداث في حياة الأمير عبد القادر
من عام 1807 م إلى عام 1883م
التاريخ بالسنة الميلادية مختصر الأحداث 180
7 ولادة عبد القادر بن محي الدين بقرية (قيطنة – غتنا)-وهران.1822 انتهاء دراسة عبد القادر – وحفظه للقرآن الكريم.
1823 تزوج بلاّلا خيرة بنت عمّه سيدي علي بوطالب.1825 التوجه للحج مع والده بعد احتجازه في وهران لمدة سنتين..1828 العودة من الحج.1830 احتلال فرنسا للجزائر.1832 مبايعة الأمير عبد القادر 1834 عقد معاهدة بين الأمير عبد القادر و دوميشيل1835 المعركة الشهيرة – معركة المقطع - 1837 عقد معاهدة التافنة.بين الأمير عبد القادر والجنرال بيجو.1839 نقض المعاهدة واستئناف الحرب.1847 محاصرة الأمير عبد القادر واستسلامه.1848 نقل الأمير عبد القادر متقلا إلى طون ثمّ بو ثمّ امبواز1852 نقل إلى مدينة صقليا بعد إطلاق صراحه ومنها إلى اسطمبول.1853 انتقل إلى مدينة بروسة – تركيا -1856 انتقل إلى دمشق في أواخر السنة المذكورة.1864 العودة إلى دمشق، والاستقرار فيها وتفرقه للعلم والعبادة.1863 أداء فريضة الحج - زيارة الأمير عبد القادر لمصر.1960 تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام 1869 دعى لحضور احتفال تدشين قناة السويس 1883 وفاة الأمير عبد القادر في دمشق.1966 نقل جثمان الأمير عبد القادر إلى الجزائ
ر
الأمير عبد القادر
يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائرية في التاريخ المعاصر، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي خلال الفترة المتحدة بين 1832 و1847 م كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين، وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهما جعله محط إعجاب كبار السياسيين في العالم.
مرحلة النشأة والتكوين .
مولده ونسبه: هو عبد القادر بن محي الدين بم مصطفى اشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري، ولد يوم الجمعة 23رجب 1222 هـ الموافق لـ ماي 1907 م بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه حيث حضي بالعناية والرعاية.
أحد أجداده هو مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى وباني مدينة فاس، ورغم أن نسب الأمير عبد القادر نسب شريف إلاّ أنه كان يرفض رفضا قاطعا استغلال نسبه وأصله لاكتساب الاحترام والتقدير وطاعة الناس، فكان يقول، لا تسألوا أبدا ما هو أصل الإنسان وفصله، بل أسألوا عن حياته وأعماله وشجاعته ومزاياه، وعندئذ تدركون من يكون- كان يستوحي ذلك من روح الإسلام الذي سوّي بين البشر مهما كان أصلهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كلكم من آدم وآدم من تراب لا فرق بين عربي وأعجمي إلاّ بالتقوى).
تعليمه وتكوينه.
تعلم عبد القادر – القراءة والكتابة وعمره لا يتجاوز خمس سنوات وحفظ القرآن الكريم وكانت له معرفة بأصول الشريعة و عمره لم يتجاوز 12 سنة، أرسله أبوه محي دين لمواصلة دراسته بمدرسة سيدي أحمد خوجة بوهران لكنه لم يبقى طويلا هناك نظرا لطريقة التدريس التقليدية والتي لم تعجبه لأنه كان يتميز بالحداثة والعصرنة.
فعاد إلى القيطنة ليتلقى العلوم الحديثة على يد سيدي أحمد بن طاهر قاضي أرزيو، فدرس الحساب والفلك والجغرافيا.
كان يهتم بما يجري ويحدث من تطورات علمية وعسكرية في أوروبا. كما كان يتحصر ما يحدث في العالم الإسلامي من تخلف وانحطاط وضعف وخرافة.
كان الأمير عبد القادر يؤمن منذ صغره بضرورة إخراج المسلمين من التخلف واستعادة أمجادهم الحضارية، ولا يمكن أن يصلوا إلى ذلك إلاّ بالعودة القوية إلى مبادئ الدين الإسلامي الحقيقية- والاهتمام بالعلوم والتطورات الحديثة.
اهتم الشاب عبد القادر زيادة على كل هذا بالفروسية وركوب الخيل وفنون القتال فتفوق في ذلك على غير ه من الشباب، فكان الأمير من القلائل جدا الذين جمعوا بين العلوم الدينية والفروسية عكس ما كان عليه الوضع آنذاك ، إذ انقسم المجتمع إلى المرابطين المختصين في الدين والأجواد المختصين في الفروسية وفنون القتال.
إن إدراك الأمير عبد القادر بأن الإنسان يتكون من عقل وجسد وروح ومشاعر جعله يهتم بكل هذه الجوانب، فكان عابدا لله إلى درجة التصوف وعالما بالدين والعلوم الحديثة مثلما كان فارسا قوي الجسد، إلى جانب الحس المرهف فنظم الشعر بكل أنواعه وكان يعتبر أهم الفنون آنذاك وقد أكسبه ذلك حنانا وعطفا وحبا للناس.
في عام 1823 تزوج الشاب عبد القادر مبكرا بلالا خيرة بنت عمه سيدي علي بوطالب، وكانت ذات أخلاق عالية وعندما بلغ والده محي الدين الخمسين من عمره أراد الحج إلى البقاع المقدسة، ورفض أن يرافقه أي أحد إلاّ ابنه الرابع عبد القادر الذي لم يبلغ بعد 17 سنة من عمره فعندما سمع الناس بالخبر أتوا من كل الجهات لتوديع محي الدين وابنه عبد القادر فخشي الحاكم العثماني في وهران من تحول التجمع الضخم إلى ثورة ضد النظام الفاسد فاضطر إلى احتجازهما (تحت الإقامة الجبرية) لمدة سنتين بوهران، خاصة أن محي الدين والد الأمير عبد القادر كان من أشد معارضي هذا النظام الذي قسم الشعب إلى فئات تتقاتل فيما بينها عملا بسياسة (فرق تسد) ونحن نعلم أن عبد القار وأبوه كانا متشبعان بحب الأخلاق الإسلامية والعدل ونبذ العنف و النعرة الشعوبية، وبعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد ولو لمدة قصيرة، فغادر عبد القادر مع أبيه وهران إلى البقاع المقدسة عبر تونس مارين( بالمدية وقسنطينة )وهناك انضما إلى قافلة تضم ألفي حاج ركبوا جميعا البحر إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة حيث زار المعالم التاريخية وتعرف على بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر ثمّ أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين ومن دمشق سافر إلى بغداد فتعرف على معالمها التاريخية واحتك بعلمائها، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج، وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثمّ إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثمّ القيروان والكاف إلى أن وصل إلى القيطنة بسهل غريس في الغرب الجزائري.
عاد الشاب عبد القادر وأبوه إلى قريتهما عام 1928 (القيطنة) بعد أكثر من سنتين قضوهما في الحج والترحال والتجوال فازدادت معرفهماعمقا واتساعا ، فاستقبلهما النّاس بحفاوة كبيرة .
كان لهذه الرحلة الروحية أثرها العميق في أعماق نفس (الشاب عبد القادر) الذي أخذ الاعتزال عن الناس والانصراف إلى العبادة، وقضاء الوقت في الرياضيات الفعلية التي تضمها مؤلفات القدماء أمثال أفلاطون وفيثاغورس وأرسطو، علاوة على مؤلفات كبار المشاهير من أعلام المسلمين والتي شملت علوم التاريخ الإسلامي و الفلسفة واللغة والفلك والجغرافيا والطب
واطلع على كثير من الكتب التي تعتني بالفكر والشؤون الأوروبية.
فتكونت لديه خلال هذه الفترة مكتبة ضخمة كانت هي ثروته الدنيوية وقد استمرت هذه الهواية في مرافقته طوال حياته.
فكان عبد القادر يريد المزج بين الثقافتين الإسلامية والأوروبية و بكل تأكيد فإن محاولته التعرف على تاريخ وعادات وتقاليد وأفكار مختلف شعوب العالم كان تطبيقا للآية القرآنية الكريمة قول الله تعالىSad يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
تبين لنا مما سبق أن شخصية الأمير عبد القادر اكتملت وهو لم يتجاوز العشرين من عمره فهو رجل دولة وسياسة وهو فارس مقدام ومتصوف زاهد، وعالم عارف وأب حنون وعطوف وشاعر يغازل زوجته ويحمس المجاهدين للقتال. وكأنه كان يستعد دون علم أحد لمهمة عظيمة.
مرحلة البناء والجهاد من 1830إلى 1847م
وهي المرحلة التي ميزت حياة
الأمير عبد القادر عن بقية المراحل
الأخرى لما عرفته من أحداث جسام
وانجازات وظف فيها قدراته العلمية
وحنكته السياسية والعسكرية.
سقطت مدينة الجزائر (العاصمة)
في يد الاستعمار الفرنسي الغاشم
يوم 05 جويلية 1830 بعد مواجهة
عنيفة بين قوات الاستعمار والمجاهدين
الجزائريين باءت بالفشل نظرا لقلة الوسائل الحربية لدى المجاهدين والتفوق العددي والعتادي للمستعمر.فاستسلم الداي العثماني بجيشه مقابل ضمان خروجه وحاشيته من الجزائر حاملين الأموال التي نهبوها من الشعب المسكين.بعدها شرع الجيش الفرنسي في الزحف لاحتلال البلاد كلها بدأ بالمدن الساحلية لاستغلال موانئها وإستراتيجيتها. ثمّ تعرضت مدن الجزائر الأخرى لإغارات بحرية كثيرة - دُحرت كلها وتراجعت، غير أن النوايا الفرنسية ظهرت بسرعة، عندما أخذت الإدارة الاستعمارية تتطلع إلى ما وراء المدن الساحلية- قائمة بأعمال إبادة وحشية.
رافق الغزو الفرنسي انتشار موجة من الفوضى والاضطراب وانقطاع حبل الأمن. وتشرد المسلمين الذين كانوا يسكنون المدن الساحلية حيث فروا بدينهم وعائلاتهم نحو الداخل وقد سيطر عليهم الذعر واليأس. جراء تعرضهم لقُطّاع الطرق. الذين اخذوا في نهب ممتلكاتهم والتعرض لهم دون شفقة ورحمة، ولم يكن باستطاعة شيخ المرابطين(محي الدين)البقاء في عزلته وتجاهل المأساة التي نزلت بالمسلمين فأرسل أولاده لحماية المشردين المنكوبين، وتقديم الدعم لهم، وحملهم إلى آماكن مأمونة لاتصل إليها عصابات اللصوص وقُطّاع الطرق. لكن دون جدوى حيث ظهرت الثارات المدفونة بين رجال القبائل، في المدن والقرى وعمّت الفوضى والاضطراب.
فبات من الضروري إخضاع البلاد لسلطة قوية تحركها يد واحدة فاستشير شيخ المرابطين في أنجح وسيلة لعلاج الأزمة . حينها خاطبهم محي الدين ناصحا بالعبارات الآتية ((منذ عدة شهور وأنا أحاول كما تعلمون جيدا، المحافظة على درجة من النظام وسط الفوضى العامة التي تسود الآن ولكن أقصى الجهود التي بذلتها لم تفلح في إنقاذ أكثر من عدد قليل من الضعفاء والمشردين وحمايتهم من أيدي أناس قساة غلاظ.إن طغيان الأتراك قد كبح طاقتنا وأوهنها ، ولكن إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن، فإنها ستحطم كل طاقتنا تحطيما فأواصر المجتمع تنحل، ورفع كل فرد يده في وجه جاره، وأرخى شعبنا العنان لغرائزه الرذيلة بعد أن أصبح يستهتر يوميا بقوانين الله والإنسان. وفي نفس الوقت، فان النكبات التي تهددنا من الخارج لا تقل خطرا عن ذلك الذي ينهشنا من الداخل. فهل سنستنجد بالفرنسيين؟ إن ذلك غير ممكن وان الاستسلام إليهم يعتبر خيانة لواجبنا نحو إلهنا ووطننا وعقيدتنا .....ولكن الفرنسيين أمة محاربة، قوية العدد، واضحة الغنى، تشتعل حبا في الاحتلال، وما لدينا نحن من قوة نصدهم بها؟ إن القبائل على خلاف مع بعضها . وزعماء البلاد شرهون يتآمرون ضد بعضهم، ولا يصارعون إلا من أجل الثروة الشخصية.......إن الملك الفرنسي قوي، ولا يمكن أن يواجهه بفعالية إلاّ ملك مثله، وعلى رأس دولة محكمة النظام، يملك خزانة ضخمة، ويقود جيش تام الانضباط.......)).
بعد سقوط وهران عام 1832، عمت الفوضى واضطرت الأحوال مما دفع بشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقع الاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر، لما كان يتسم به من ورع وشجاعة، فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831 كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوار مدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين-واستفاد العرب من هذه التجربة القتالية قدر إفادتها من تجاربها السابقة، وأن كل جهودهم وتضحياتهم لن تكون مثمرة إلا إذا وجهتها إرادة واحدة تحت قيادة قائد مسؤول. وعُقد مؤتمر كبير في مدينة (معسكر). ودُعي (محي الدين) الذي كان قد توجه إلى قيطنة لقضاء فترة قصيرة من الراحة لحضور هذا الاجتماع فلبى الدعوة وما كاد ينزل حتى تجمهر من حوله المواطنون الراغبون في الجهاد والشيوخ و ارتفعت الهتفات من كل مكان : (إلى متى يامحي الدين ونحن بلا قائد ؟ إلى متى وأنت واقف متفرج على حريتنا؟ أنت يا من يكفي اسمه فقط أن يجمع كل القلوب لتشجيع القانط وردع الخبيث، وتدعيم وتماسك القضية المشتركة؟ لقد سقط أفضل فرساننا غما وفرقا؟ واستل شيوخ المرابطين سيوفهم ونادوه (اختر بين أن تكون سلطاننا أو أن تموت الآن.....).
كان موقف مثير ، فجابهه الشيخ بثبات فواقف وخاطب زعماء المرابطين بقولهSadتعرفون جميعكم أنني رجل عبادة وتقوى. ويتطلب الحكم استخدام القوة والعنف وحتى سفك الدماء. ولكن مادمتم تصرون على أن أكون سلطانكم فإني أقبل، ولكن أتنازل عن ذلك لصالح ابني عبد القادر).قائلا Sad ...ولدي عبد القادر شاب تقي، فطن صالح لفصل الخصوم ومداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه، ولا تعتقدوا أنني فديت به نفسي، لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له....غير أني ارتكبت أخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه، مع تيقني أن قيامه به أشد من قيامي وأصلح ...فسخوت لكم به) فاستقبل هذا الحل المباغت بالموافقة ولما دخل عبد القادر في اليوم الموالي 21 نوفمبر 1832مدينة معسكر غصت كل الشوارع والطرق المؤدية إلى المدينة بجموع المسلمين، وبعد إدخاله إلى الرحبة حيث كان كل شيء جاهز، أجاب عبد القادر : (إن من واجبي إطاعة أوامر والدي- أنا لها، أنا لها)اشرأبت الرؤوس وانفجرت حماسة الناس وصاحوا بصوت واحدSadالحياة والنصر لسلطاننا عبد القادر ) بقولهم Sadإننا في حاجة لمن يقود سفينتنا ويقف في وجه العدو في الداخل والخارج ليذيقه العذاب، ولهذا فقد اتفق العام والخاص على اسناد الإمارة لعبد القادر بن محي الدين .ثمّ خطب فيهم وشرح لهم الأخطار المحيطة بهم، وما كاد ينهي حديثه حتى ارتفعت صيحات (الجهاد- الجهاد – لبيك عبد القادر، فكلنا رهن إشارتك).
وفي 22 نوفمبر اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة تحت شجرة الدر دارة فخرج أبوه محي الدين ماسكا بيده ليقدمه إلى الشعب قائلاSad انظروا – هذا هو السلطان الذي أعلنته النبوءة! أطيعوه كما لو كنتم تطيعونني!فليحفظ الله السلطان) وأطلق عليه ناصر الدين .
وردد الناس: (( حياتنا وأملاكنا وكل ما عندنا له، لن نطيع قانونا غير قانون سلطاننا عبد القادر وأجاب عبد القادر : وأنا بدوري لن آخذ بقانون غير القرآن، ولن يكون مرشدي غير تعليم القرآن، والقرآن وحده .فلو أن أخي الشقيق قد أحل دمه بمخالفة القرآن لمات))
ثمّ مضى إلى بناء الدولة الحديثة التي يمكن لها مشاركته في حمل أعباء الحرب، ورفع راية الجهاد في سبيل الله، خلال المرحلة التاريخية.وبحكم ذكائه أدرك الأمير عبد القادر أنه لا يمكن مواجهة الاستعمار الفرنسي إلا بعد بناء دولة قوية وحديثة، وهذا يتطلب إقامة مؤسساتها والقضاء على القبلية والعروشية وتوحيد الشعب على أساس الولاء للوطن والعقيدة فقط لاغير.
فبدأ بمرحلة التنظيم بتشكيل جهاز الحكم (الوزارة)والتي تكونت كالآتي:
1ـ رئيس وزراء- ويقوم بهذه المهمة الأمير عبد القادر(ناصر الدين).
2ـ نائب رئيس.
3- وزير الخارجية.
4- وزير خزانة المملكة.
5- وزير الخزينة الخاصة.
6- وزير الأوقاف.
7- وزير الأعشار والزكاة.
ثمّ يأتي بعد الوزراء الكتبة، وهم ثلاثة حسب الحاجة، ثمّ الحاجب، واتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكر مقرا لها. واختار الأمير لشعل هذه المناصب أفضل الرجال ممن تتوفر لهم الكفاءة العلمية والخبرة الفنية والمهارة السياسية والقدرة القيادية
إلى جانب الفضائل الخلقية
والدينية قبل كل شيء. وبها
التصرف النبيل فلم تمضي
أكثر من فترة قصيرة حتى
اشتهرت عن جدارة بأنها من
أفضل الوزارات التي عرفها
القرن التاسع عشر.وكون
مجلسا للشورى يبلغ عدد أفراده
أحد عشر عضوا من أخلص
قادة البلاد العسكريين، ومن العلماء والقضاة من مناطق مختلفة.
حقق المساواة بين كل المواطنين أمام القانون دون أي تمييز عرقي أوديني، وضبط نظاما بسيطا للحكم ، وحدد للموظفين رواتب كافية حتى لا تمتد يدهم للحرام( الرشوة و الاختلاس).كانت رقابة شعبية مطبقة بصورة شاملة، في كل كبيرة وصغيرة حيث كان يطلب من الناس في الأسواق وبين القبائل ممارسة هذا الحق برفع الأصوات من طرف مناد ينادي(البراح) بقوله: (من كانت له شكوى على الأمير أو نائبه أو الأغا أو القائد أو الشيخ أو الوزراء، فليرفعها إلى القاضي من غير وساطة، فإن الأمير ينصفه من ظالمه ومن ظلم فلم يرفع ظلامته إلى الأمير فلا يلومن إلاّ نفسه).وقد أكد مفهومه لإي مشاركة الشعب في الحكم من خلال رسالته التي كتبها إلى ملك فرنسا – لويس فليب- والتي قال له فيها : ((عليك أن تعلم أن أي إجراء لن يكون صالحا إذا لم يحظ بمصادقة الشعب)).
نظرا لشاسعة الوطن الجزائري وتربعه على مساحة جغرافيا واسعة ، لم تكن وسائل الاتصال متوفرة كما هي عليه اليوم عمل الأمير عبد القادر على إعادة تقسيم البلاد إلى مقاطعات (ثماني ولايات) وعلى رأس كل واحدة منها نائب له يُدعى بالخليفة وهذه الولايات هي: تلمسان- معسكر- مليانة – المدية أو تيطري- مجانة أو سطيف- بسكرة – الصحراء – برج حمزة أو البويرة أي منطقة القبائل الكبرى. وكل ولاية إلى دوائر ووضع في كل منها آغا، وهذه الدوائر تشمل على مجموعة من القبائل، وتشمل القبيلة على بطون وعشائر فجعل على كل قبيلة قائدا وعلى كل بطن وعشيرة شيخا.وفي وقت الحرب يصبح هؤلاء الرؤساء قادة عسكريون فيجمع كل منهم جماعة من عشيرته ويقودها إلى الحرب.
وفي سنة 1837 أصبحت الجزائر عبارة عن دولة اتحادية (فدرالية) تضم ثماني مقاطعات، وعلى رأس كل مقاطعة خليفة مهمته الرئيسية العمل على احترام الأجهزة الاجتماعية التقليدية، وتحقيق الوحدة الضرورية لمواصلة الحرب، وكان يقوم بالأمر نفسه عند تنصيب نائبه في كل ولاية من الولايات الثمانية فنصب على رأس تلمسان السيد( محمد البوحميدي الولهاصي) – وعلى رأس معسكر صهر الأمير السيد( الحاج مصطفى بن أحمد التهامي)- وعلى رأس مليانة السيد( محي الدين بن علال القليعي ولما مات ولي عليها السيد أحمد بن علال) من أقاربه – على رأس المدية السيد (محمد البركاني) وعلى رأس برج حمزة السيد (بن الطيب بن سالم)- وعلى رأس مجانة السيد( طبال بن عبد السلام) - وعل رأس الزيبان السيد(بن عزوز) ومقاطعة الصحراء الغربية على رأسها السيد( قدور بن عبد الباقي).وكانت المقاطعات الثمانية تضم مايزيد على 59 ألف مقاتل موزعة كما يأتي منهم قرابة 6ألاف جندي منظم:
الولاية اسم الخليفة عدد المقاتلين
تلمسان محمد البوحميدي الولهاصي 13000 مقاتل
معسكر الحاج مصطفى بن أحمد التهامي 15000 مقاتل
مليانة محي الدين بن علال القليعي وبعده أحمد بن علال 10440 مقاتل
المدية محمد البركاني /
برج حمزة ابن الطيب بن سالم 4350 مقاتل
مجانة طبال بن عبد السلام /
الزيبان بن عزوز 8000 مقاتل
مقاطعة الصحراء الغربية قدور بن عبد الباقي /
ملاحظة: 8210 مقاتل موزعة على كل من مقاطعة المدية ومجانة ووالصحراء الغربية
وضع الأمير عبد القادر جيشه في مصاف الجيوش المعاصرة له في الدول العظمى.
فقسمه إلى ثلاث فرق- وهي المشاة، الخيالة و المدفعية- ووحد لباسه- وأصدر القوانين العسكرية تضبطه، مع تحديد العقوبات الصارمة على المخالفات والأخطاء المرتكبة. لم يتجاوز عدد أفراد الجيش الإسلامي في عهد الأمير عبد القادر 16 ألف مقاتل بالإضافة إلى المتطوعين الذين كانوا يلبون نداء الجهاد كلما دعا إليه الأمير عبد القادر.
ووضع سلم التسلسل العسكري كالآتي:
- رقيب(جاويش) لقيادة 12 جنديا.
- رئيس الصف لقيادة 20 جنديا.
- السياف لقيادة 100 جندي.
- الآغا لقيادة 1000 جندي.
أدرك الأمير عبد القادر تسابق الدول الأوروبية على احتلال الأقطار العربية وخاصة دول شمال الإفريقي التي تزخر بثروات معدنية باطنية هائلة نتيجة ظهور الثورة الصناعية في أوروبا لتسلب منها المواد الأولية وتعرض منتوجاتها عبر أسواقها، مما جعله يهتم بالصناعة ففي تلمسان أقيم مصنع لصهر المدافع وكان ينتج يوميا عددا هائلا من مدكات مدافع- تحت إشراف هارب أسباني قدم إلى المغرب. وكان أحد الفرنسيين الاختصاصيين في علم المعادن يدعى السيد دوكاس قد أنشأ في مدينة مليانة مصنعا للبنادق وآخر لإنتاج البارود.......وأمكن بعد ذلك فتح منجم للرصاص في جبل الونشريس غير أنا تكاليف استخراج الرصاص كانت باهظة جدا وعمل على تحويل السراديب الرومانية القديمة إلى مخازن للذخيرة وبعض المواد الأولية كالرصاص والنحاس والكبريت .......وكان مصنع البنادق في تاقدامت ينتج ثماني بندقيات يوميا
كان التعليم يحتل المقام الأول في دولة الأمير عبد القادر فسعى إلى بناء المدارس والمعاهد....فمثلا أسس في مدينة تلمسان وحدها خمسين مدرسة إبتدائية ومعهدين كبيرين للتعليم الثانوي والجامعي. كما اهتم بالكتب النفسية وحرص على جمعها وجعلها في متناول شعبه.
كان الهدف الأسمى والاشمل لعبد القادر هو جعل عرب الجزائر شعبا واحدا، ودعوتهم للمحافظة التامة على دينهم، وبعث روح الوطنية فيهم، وإيقاظ كل قدراتهم الكامنة ، لبناء مجتمع الحرب والسلم، وتوجيه الجزائريين نحو الهدف الأسمى الجهاد في سبيل الله ضد الغزاة – أعداء الدين والوطن.فعمل على تنظيم التعليم العام ونشره بين القبائل، والذي فهمه الأمير عبد القادر أنه لا يمكن التقدم وبناء دولة مسلمة قوية جديرة بإيصال رسالة الإسلام إلى العالم إلا إذا تعلم المسلمون واهتموا بالمطالعة والتأمل في الكون والطبيعية مما يسمح لهم بالاكتشاف والاختراع والإبداع.
اشتد الصراع بين الجيش الفرنسي والأمير عبد القادر وصار عنيفا فالأول كان يعمل من أجل توسيع سيطرته على الجزائر، أما الأمير كان يسعى لإيقاف الاحتلال وبناء دولة قوية قادرة على طرد الغزاة من المدن الساحلية التي احتلها.
شن الأمير عبد القادر هجوما حربيا قويا ضد قوة الاحتلال مخاطبا الجمهور ببعض العبارات القصيرة الصارمة،، والتي كانت كافية لإثارة الحماسة وتفجير الغضب ضد أعداء الدين في الداخل والخارج، وقادهم اتجاه وهران فحاصر جيش الاحتلال الفرنسي بوهران اقتصاديا وعسكريا، ومنع السكان من تزويده بالمواد الغذائية وكان يقوم بغارات عسكرية عليه، وقد بذلت القوات الفرنسية جهدا كبيرا للصمود أمام الهجمات الكثيفة والضربات المباغتة للمجاهدين،غير أن هؤلاء استطاعوا سحق الصفوف المنظمة للمشاة ودمروا التشكيلات المقاتلة ،فانعكست هذه العمليات العسكرية الناجحة على الصفحة الداخلية للبلاد.إذ أسرع إليه عدد كبير من الرؤساء والشيوخ الذين رفضوا الخضوع للسلطة حتى الآن، ليقدموا له دعمهم وولاءهم ، وكان في طليعة هؤلاء- الحاج بن قيسي- الذي كان مرابطا شهيرا، وجاء معه نوابا يمثلون عشرين قبيلة صحراوية، فطارت شهرته إلى أنحاء البلاد، فهرع الناس من كل النواحي للانضمام إلى جيشه.لكن بفعل تواطؤ حاكم مدينة (ارزيو)القاضي سيدي(أحمد بن طاهر) وخلافه لتعليمات الأمير، حيث أقدم بصورة علنية على إمداد الفرنسيين بالمؤونة (الماشية، العلف، الخيول....) فحذره الأمير عبد القادر من هذه التصرفات لكنه صمم على الاستمرار في سلوكه ضانا أن الفرنسيين سيحمونه، فباغته الأمير عبد القادر على غفلة ودخل مدينة (ارزيو) والقي القبض على القاضي واقتاده مثقلا بالقيود إلى سجن معسكر.
وبعدها استطاع جيش الاحتلال فك الحصار واستولى على مدينة أرزيو الساحلية مغتنما فرصة وفاة والده محي الدين، وسيطر على ميناء ارزيو الذي يعد مرفأ لمعسكر وأصبح عن طريقه تُزود قوات الاستعمار الفرنسي بالمواد الغذائية والأسلحة عن طريق البحر ومنه بدأ يتوسع في الداخل فبذل الأمير قصارى جهده لإيقاف هذا التوسع، فدحر الاستعمار الغاشم في كثير من المعارك مسببا له خسائر فادحة في صفوف مشاته ومدفعيته،إذ أنها دفعت قائد القوات الفرنسية (دوميشيل)إلى البحث عن طرائق أخرى لضرب العرب بعضهم ببعض واستنزاف قدرتهم، وإضعافهم جميعا.
وأمام هذا الضغط المتواصل من طرف المقاومة على الاحتلال الفرنسي بتلك المنطقة، . حيث وجدت القوات الفرنسية أنها تجابه أكثر من جبهة، وأنها تتلقى الهزيمة تلو الأخرى على كافة الجبهات. ولما وجد ديميشال نفسه محاصرا من كل مكان وموارده تنضب وإمداداته تنقطع , والجوع على وشك القضاء على رجاله , كتب إلى الأمير يقول :
فقررت مهادنة بعض الجبهات للتفرغ للأخرى وكان يهمها إسكات جبهة الأمير عبد القادر التي هي الأقوى والذي كان بدوره يحتاج لنوع من الهدنة حتى يتفرع جزئيا لبناء دولته وتطوير قدراته وإيجاد متسع من الوقت لمواصلة بناء دولته وتصنيعها.
عمل(دوميشيل) الحاكم الفرنسي لوهران من أجل عقد هدنة مع الأمير عبد القادر، فلجأ إلى حيلة تسمح له بالاتصال بالأمير عبد القادر واقتراح الهدنة عليه.
عندما توجه عربي أسمه قدور من قبيلة البرجية إلى مدينة أرزيو، وباع مواشيه إلى الفرنسيين، وعند عودته، طلب من القائد الفرنسي (دوميشيل) أن يعين له قوة لمرافقة لأنه بات يخشى بطش جند الأمير عبد القادر.واستجاب القائد الفرنسي لهذا الطلب، فكلف أربعة فرسان بمرافقته، غير أن هؤلاء لم يبتعدوا عن المدينة أكثر من مسافة قليلة حتى انقضت عليهم مجموعة من المجاهدين فقتلت أحد الفرسان، وأخذت البقية أسرى إلى مدينة معسكر، إذ وجد القائد(دوميشيل) الفرصة لكتابة رسالة للأمير عبد القادر وكانت الرسالة الأولى معظم الكلام فيها تذلل وتعظيم وتقدير، ((إنك لن تجدني أصم لأي عاطفة من السماحة , وإذا كان يناسبك أن تمنحني مقابلة معك فإني على استعداد لذلك . على أمل أن يكون في استطاعتنا أن نوقف إراقة الدماء بواسطة معاهدة مباركة , بين شعبينا الذين حكم عليهما القدر أن يعيشا تحت نفس السلطة )) غير أن الأمير الذي رأي أن خصمه قد اتخذ موقف الضعيف , ففضل اللامبالاة . فقد ترك الرسالة بدون جواب . وفي نفس الوقت استخدم يهوديا يدعى مودكى Mordecai عمار الذي كان مندوبا في وهران .لكي يهدئ الجنرال الفرنسي, إذا اشتكى من صمت عبد القادر ولكي يقترح عليه أفضلية تقديم اقتراحات أكثروضوحا وتفصيلا وبعد أن انقضى شهرأرسل ديميشال رسالة ثانية ثمّ رسالة ثالثة إلى عبد القادر وهذا نصها:
((ما دمت لم اتصل منك بأي رد على الرسالة التي وجهتها أخيرا إليك فاني أفضل افتراض عدم وصولها إليك على التصور انك قد اخترت أن لا تعيرها التفاتا وقد انهى ديميشال حججه بطلب السلام بالعبارات التالية:"اذا كنت تود الاحتفاظ بالمكانة التي وضعتك الظروف فيها فانك لا تستطيع في نظري ان تفعل افضل من أن تقبل دعوتي إلى تكرس القبائل وقتها لحراثة الارض وتتمتع بثمار وبركات السلام في ظل معاهدة تربطنا معا رباطا اكيدا)) إن السلطان الشاب المنتصر يستطيع الآن وهذه الوثيقة في يده أن يظهر لرعيته أن العدو كان أول من تضرع لأجل وقف القتال ولم يعد هناك مناسبة لتأخر أكثر لذلك أرسل الجواب التالي للجنرال الفرنسي:
((لقد اتصلت برسالتك وفهمت محتواها تماما ويسرني أن أجد عواطفك تتفق مع عواطفي إنني اشعر بثقة نحو إخلاص نواياك ويمكنك أن تثق بان أي التزام يمكن أن نتوصل إليه سيكون محل احترام من جانبي إنني أرسل إليك ضابطين من جيشي وهما بن عراش وولد محمود وسيجتمعان خارج وهران بموردكى عمار وسيعلمانه بكل الاقتراحات فإذا قبلتها فانك تستطيع أن ترسل إلي وعندئذ سنكتب معاهدة تقضي على البغضاء والعداوة اللتين تفصلاننا الآن عن بعضنا وتحل محلهما صداقة ولا انفصام ويمكنك الاعتماد علي لأني لن أتخل عن كلمتي)) وقد تمت المقابلة المقترحة بتاريخ 4فيفري1834كان عمار اليهودي مصحوبا بكل أعضاء هيئة الأركان الفرنسيين وقد تلا ذلك مناقشات طويلة حول المقترحات التي تقدم بها ديميشال وجاء فيها:
1- تتوقف الحرب منذ اليوم بين العرب والفرنسيين.
2- ستكون عادات المسلمين وشرائعه الدينية موضع إحترام.
3- يتم إطلاق سراح الأسرى الفرنسيين.
4- تبقى الأسواق التجارية حرة.
5- يعيد العرب كل هارب فرنسي
6- يتنقل كل مسيحي داخل البلاد، على أن يحمل جواز سفره ممهور بخاتم قنصل عبد القادر وختم الجنرال(دوميشيل).
شروط السلطان عبد القادر. التي حملها بن عراش
1. العرب أحرار في شراء وبيع البارود والأسلحة والكبريت وبكلمة واحدة كل شيء ضروري للحرب
2. التجارة في ميناء ارزيو ستكون تحت سلطة أمير المؤمنين ولن تشحن البضائع سوى في هذا الميناء اما مستغانم ووهران فسوف لا تحصلان الا على المواد التجارية الضرورية لسد حاجات سكانهما ولذلك لن تكون معارضة لهذا الهدف وعلى اولئك الذين يريدون شحن البضائع أن يتوجهوا إلى ميناء ارزيو
3. سيعيد الجنرال إلينا كل الفارين مقيدين ويتعهد بعدم منح اللجوء للمجرمين ولن تكون للقائد العام في مدينة الجزائر اية سلطة على العرب الذين قد يأتون إليه برضى رؤسائهم
4. لا يجوز منع أي مسلم من العودة إلى أهله حين يرغب في ذلك
وقد وضع ديميشال الذى كان لا يخشى شيئا كما يخشى قطع المفاوضات ختمه وتوقيعه على التي تحتوي على شروط عبد القادر ان عبد القادر بالطبع قد قدر انه بمقتضى المادة الثانية قد امن احتكار التجارة .ثم دمجت هذه الشروط في معاهدة واحدة حملت اسم (معاهدة الأمير عبد القادر- الجنرال دوميشيل).
معاهدة الجنرال دوميشيل 26فيفري1834
"ان القائد العام للقوات الفرنسية في مدينة وهران وامير المؤمنين سيدي الحاج عبد القادر بن محي الدين قررا العمل بالشروط التالية :
المادة الاولى: ان الحلرب بين الفرنسيين والعرب ستتوقف منذ اليوم وان القائد العام للقوات الفرنسية و الامير عبد القادر لن يدخرا وسعا في الحفاظ على ذلك الاتحاد والصداقة التي يجب ان تكون بين شعبين حكم عليهما الدر ان يعيشا تحت نفس السلطة ولهذا الغرض سيقيم ممثلو الامير في وهران ومستغانم وارزيو ولمنع الصدام بين الفرنسيين والعرب سيقيم الضباط الفرنسيون في مدينة معسكر
المادة الثانية: ان دين وعادات العرب ستكون محل احترام
المادة الثالثة: كل المساجين سيطلق سراحهم حالا من الجانبين
المادة الرابعة: حرية التجارة ستكون كاملة وشاملة
المادة الخامسة: ان العسكريين الفرنسيين الفارين سيعيدهم العرب ونفس الموقف سيتخذ إزاء العرب المجمركين الذين يفرون من قبائلهم الى الفرنسيين تفاديا للعقاب فهؤلاء سيقبض غليهم في الحال ويسلمون الى ممثلي الأمير في المدن البحرية الثلاث التي يحتلها الفرنسيون
المادة السادسة: كل أوربي سيعطى إذا رغب في السفر داخل البلاد جواز سفر موقعا عليه من ممثلي الأمير مصدقا عليه من القائد العام حتى يجدوا المساعدة والحماية في كامل الإقليم"
ندمت فرنسا على عقد الهدنة خوفا من أن يتسع نفوذ الأمير عبد القادر وتتقوى دولته أكثر فعمدت إلى نقض الهدنة بتنحية دي ميشيل عن حكم وهران وعين ديرلون حاكما عاما على الجزائر خلفا للجنرال دو ميشيل، وتنصيب (تريزيل )حاكما لوهران ، وكتب الأمير إلى الحاكم الجديد مهنئا، ومعلما إياه بنصوص معاهدته، فأظهر(ديرلون)استغرابه من هذه المعاهدة التي يجهل عنها كل شيء.- كان الغرض من ذلك إلغاء المعاهدة- (تريزيل)كان من أشد المعارضين للمعاهدة، فنقضها بالمهجوم على جيش الأمير عبد القادر بجيش ضخم يتجاوز 10 آلاف جندي، فهزمه جيش الأمير عبد القادر بغابة مولاي إسماعيل بسيق فهجمت القوات الفرنسية بهجمات عنيفة وزاد من تأثير المفاجأة كثافة الغابة، وطبيعة الأرض المتموجة بالإضافة إلى صيحات الحرب الله أكبر والتي كانت تثير فزع الجندي الفرنسي فقتل منهم150 جنديا. ففرّ الجيش الغاشم تحت الضربات القاسية للمجاهدين فأختار عبد القادر ألف فارس، وأمر كل راكب أن يردف معه جنديا من المشاة، وأن يسرعوا إلى المكان المعين – نهر الهبرة-وأمكن تحقيق العملية بنجاح كامل، فبعد كل المطاردات أحاط المجاهدين بالجيش الاستعماري من كل الجهات فأشعلوا فيه النار ودبت الفوضى فيه، ورميت عليهم قطع كبيرة من الصخور وغرق بعضهم في مياه النهر فقتل 1000 جنديا .و وصل عدد الجرحى إلى 1800جريح وتمكن جيش الأمير من أسر عدد كبير من العساكر والاستلاء على كمية كبير من السلاح والذخيرة ، وهرب تريزل مع جنده الناجين من ضربات المجاهدين. تعتبر معركة المقطع (1835)من أشهر معارك الأمير عبد القادر. فاهتزت فرنسا كلها عندما وصلتها أخبار معركة المقطع، فوقعت تغييرات في صفوف قيادات جيش الاستعمار حيث بدل الجنرال دارلانج محل تريزيل، وفي جلسة من جلسات البرلمان الفرنسي، في سنة 1835، وقف النائب (تيير )الذي يعتبر رجل دولة ومؤرخ فرنسي لينتقد بقوة النظام الفرنسي الذي كان مطبقا في الجزائر، ليطالب بدعمه وتطويره، فأصدرت الحكومة الفرنسية قرارا باحتلال مدينة معسكر لأنها عاصمة الأمير عبد القادر والعمل بقوة فزادت من عدد الجيوش في الجزائر- وصل (كلوزول) إلى مدينة الجزائر يوم 10 أوت 1835م وقام باستعراض الجيش، وحاول رفع روحه المعنوية المتدهور، فخطب في جنوده قائلاSad(لقد عزمنا على الانتقام من الأمير، لأنه انتصر على تريزيل في المقطع، وكبده من الخسائر ملا يعلمه إلاّ الله، ولن نرتاح حتى نكيل له خسائر فادحة، ونقصيه من دار ملكه- معسكر- وبذلك يدرك الجزائريون أن وضع الأمير مزعزع، وأن مكانته قد انهارت)) صفق الحاضرون و أخذتهم الحماسة.
ولم يكن الأمير غافلا عما يعمل له (كلوزيل ) فقد كانت مخابرته تعمل بنشاط لتنقل له الأخبار فورا بصورة دقيقة، فجرت عدة معارك في معسكر وتلمسان وغيرهما تكبد فيها كلوزيل هزائم شنيعة وكاد جيشه أن يموت جوعا في تلمسان ويُحكى عن الجنرال كافينياك أحد قادة الجيش الاستعماري كان يشتري لمائدته القطط بسعر يقدر بـ 40 فرنك ليسد جوعه.
أمام الهزائم المتتالية والتقارير المناقضة من عناصر المخبرات الفرنسية صدمت الحكومة الفرنسية لدى وصول أخبار هزائم قوتها فأسرعت بعزل (كلوزول) وعينت الجنرال( بيجو ) أحد أشهر قادتها العسكريين وحددت له مهمته على رأس جيش كبير جدا (إما أن يعقد الصلح مع الأمير عبد القادر وإما أن ينتصر عليه)فبعد الاتصالات والمفاوضات، أدرك الجنرال أنه من الصعب تحقيق ذلك فاقترح معاهدة على الأمير عبد القادر في عام 1837 تعرف بمعاهدة تافنة، غير انه كان من المحال على الأمير الانفراد بأمر خطير بدون استشارة قادته وزعماء قومه وبعد عقد مؤتمر على ضفة نهر هبرة يوم 25 ماي 1837 وفي الموعد المحدد حضر شيوخ القبائل الكبار وزعماء الفرسان العسكريين، وشيوخ الرابطين وأعيان المجاهدين وافتتح الأمير المؤتمر بقولهSad(لاأريد أن أسمع أحداً منكم بالرغبة في عقد السلام مع المسيحيين. إن قضية السلام والحرب هي قضية أنتم الذين تقررونها)) ثم تابع حديثه فبعد الأخذ والرد تغلب المنطق على المعارضة وتم التوقيع على هذه المعاهدة فقبلها هذا الأخير لأنها فرصة لمد نفوذه ومواصلة بناء دولته وإعادة تنظيمها ، وزيادة قدراتها فاصطدمت هذه العملية بمجموعة من العقابات، امتنع قبائل كثيرة عن دفع الضرائب طالما أن الحرب قد توقفت.
معاهدة التافنة بين الجنرال بيجو- والأمير
عبد القادر
بين الجنرال بيجو قائد الوحدات الفرنسية في مقاطعة وهران وبين الأمير عبد القادر تم إبرام المعاهدة التالية:
المادة 1: يعترف الأمير بسلطة فرنسا في الجزائر
المادة2: يبقى لفرنسا في إقليم وهران : مستغانم ومزغران و أراضيهما ووهران وارزيو و أراضيهما يحد ذلك شرقا : نهر المقطع والبحيرة التي يخرج منها بخط ممتد من البحيرة المذكورة فيمر على الشط الجاري إلى الوادي المالح على مجرى نهر سيدي سعيد ومن هذا النهر إلى البحر بحيث يصير ضمن كل ما في هذه الدائرة من الأراضي الفرنسية.
وفي إقليم الجزائر : مدينة الجزائر مع الساحل وارض متيجة يحد ذلك شرقا : وادي القدرة وما فوقه وجنوبا رأس الجبل الأول من الأطلس الصغير إلى نهر الشفة مع البليدة و أراضيها
وغربا : نهر الشفة إلى كوع مزفران ومن ثم بخط مستقيم الى البحر فيكون ضمنه القليعة مع أراضيها بحيث يصير كل ما في الدائرة من الأراضي للفرنسيين
المادة3: على دولة الأمير أن تعترف بإمارة الأمير عبد القادر على إقليم وهران وإقليم التيطري والقسم الذي لم يدخل في حكم فرنسا من إقليم مدينة الجزائر لجهة الشرق بحسب التحديد المعين في المادة الثانية ولا يسوغ للأمير أن يمد يده لغير ما ذكر من ارض الجزائر
المادة 4 : ليس للأمير حكم لا سلطة على المسلمين من أهل البلاد المملوكة لفرنسا ويباح للفرنسيين أن يسكنوا في مملكة الأمير كما انه يباح للمسلمين أن يستوطنوا في البلاد التابعة لفرنسا
المادة 5 : إن العرب الساكنة في الأراضي الفرنسوية تمارس ديانتها بحرية تامة ولهم أن يبنوا جوامع بحسب مرتبهم الديني تحت رئاسة علماء دينهم الإسلامي
المادة 6 : على الأمير أن يدفع للعساكر الفرنسوية : ثلاثين ألف كيلة من الحنطة ومثلها من الشعير بمكيال وهران وخمسة آلاف راس من البقر يؤدى ذلك كله في مدينة وهران على ثلاثة قسوط
الأول من غرة أغسطس (أوت) إلى الخامس عشر أيلول (سبتمبر) والقسطين الآخرين يدفعان بانتهاء كل شهرين قسطا
المادة 7 : يسوغ للأمير أن يشتري من فرنسا : البارود والكبريت وما يحتاجه من الأسلحة
المادة 8 : إن الكول اوغلي الذين يريدون أن يقيموا في تلمسان أو غيرها من المدن الإسلامية لهم أن يتمتعوا بأملاكهم بكامل الحرية ويعاملون معاملة الحضر والذين يريدون منهم الانتقال إلى الأراضي الفرنسوية تكون لهم الرخصة لبيع أملاكهم أو إيجارها بكل حرية
المادة 9 : على فرنسا أن تتخلى للأمير على اسكلة رشكون ومدينة تلمسان وقلعة المشور مع المدافع التي كانت فيها قديما ويتعهد الأمير بنقل الذخائر والأمتعة العسكرية التي للعساكر الفرنسوية في تلمسان إلى وهران
المادة 10 : المتجر : ( التجارة ) يكون حرا بين العرب و الفرنسوية وللجميع أن يتمتعوا بالتبادل في كل من الأرضين
المادة 11 : تكرم الفرنسوية عند العرب كما تكرم العرب عند الفرنسوية وكل ما تملكته أو تتملكه الفرنسوية من الأملاك في بلاد العرب يكفل لهم حفظه بحيث يتمتعون به بكل حرية ويلتزم الأمير بان يدفع لهم الضرر الذي تحدثه النوائب فيها
المادة 12 : يكون رد المجرمين بين الطرفين بالتبادل
المادة 13 : يتعهد الأمير بان لا يعطي أحدا من الدول الأجنبية قسما من الشاطئ إلا برخصة من فرنسا
المادة 14 : لا يسوغ بيع من محصولات الإقليم ولا شراء ... إلا في الأسواق الفرنسوية
المادة 15 : لدولة فرنسا أن تعين في المدن التي في مملكة الأمير وكلاء ينظرون في أشغال الرعايا الفرنسوية وحل المشكلات التجارية فيما بينهم وبين العرب وكذلك للأمير أن يضع وكلاء من طرفه في المدن التي تحت إدارة الدولة الفرنسية
حرر في تافنة في السادس من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائتين ألف (1253هـ ) أول ( جوان ) سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ألف 1837م.
نقض الجيش الفرنسي المعاهدة مرة أخرى كعادته وذلك عندما عبر أراضي دولة الأمير دون إذن منه، فأدرك الأمير أن الجيش الفرنسي كان يعمل من أجل مهاجمته خوفا من تزايد قوة دولته، فأرسل رسائل إلى نوابه يقول لهم فيها ((إن الكافر قد جابهنا بالخيانة، ودليل خيانته واضح كالنهار، لقد عبر بلادي دون أذني، فاجمعوا شملكم، واربطوا احزمتكم استعدادا للمعركة .إنها على الأبواب .وان الخزينة العامة غير غنية. وانتم أنفسكم لا تملكون النقود الكافية تحت أيديكم لتواجهوا الحرب.فأجيبوا اذن حالما تتلقون الأوامر بضريبة إضافية.كونوا عجلين في عملكم. وسارعوا إلى الانضمام إلي في المدية حيث انتظركم)). واجتمع الخلفاء والشيوخ والزعماء في المدية، واستمر النقاش طويلا، وطرحت قضية الحرب (( فنادت الأصوات- باستثناء صوت واحد- بالجهاد)): ((ليكن ذلك مادامت هذه هي رغبتكم.ولكني اقبل المسؤولية بشرط واحد. إنكم ستتعرضون للتعب والمشقة والمحن والخيبات. وقد تقنطون أو تتعبون من الحرب.فأقسموا لي إذن على القرآن الكريم أنكم لن تتخلوا عني أبداً مادمت احمل راية الجهاد)) فأقسم له جميع الشيوخ والخلفاء. وفي يوم 28 نوفمبر 1839.أعلن عبد القادر رسميا الحرب على الفرنسيين وذلك ضمن رسالة وجهها إلى المارشال جاء فيها: (( من الحاج عبد القادر أمير المؤمنين، إلى الماريشال فالي . السّلام على من اتبع الهدى. لقد اتصلت بأول رسائلك وآخرها. وقد قراناها وفهمنا محتواها. لقد سبق لي أن أخبرتكم بان جميع العرب من حدود المغرب حتى حدود تونس مجمعون على الجهاد، وقد بذلت كل مجهوداتي لتهدئتهم لكن بدون جدوى. ويجب علي طبقا لشريعتنا الخضوع للإجماع.وأنني اعمل بوفاء لكم حين أخبركم بما يجري. فأرسلوا إلي قنصلي الذي هو في وهران. ويمكنه أن يعود إلى أسرته. وكونوا مستعدين. فالمسلمون جميعا قد أعلنوا الجهاد. مهما حدث فإنكم لن تستطيعوا اتهامي ينقض العهود.ان قلبي صاف ولن تجدوني اعمل خلافا للعدل)) كتب مساء الاثنين بالمدية في 18 نوفمبر 1839م.
لقد لمع البرق وسط السحاب، وانفجرت العاصفة، ولم تمض ساعات على إعلان الحرب، حتى كان الأمير عبد القادر يقف فوق مرتفعات(بني صالح) ليتابع منظرا نادراً ما يحدث في التاريخ، لقد تدفقت جموع العرب وقبائلهم فغطت سهول مدينة الجزائر، في حين كانت أفواج جديدة تنحدر من مختلف الجبال المجاورة لتنظم إلى ذلك الحشد العظيم. وغصت مضائق الأطلس وشعابه بالفرسان والمشاة، لقد انحدروا وكأنهم انهيارات ثلجية ضخمة حطت فوق سهول مدينة الجزائر.
فجاء أهل حجوط هائجين من الغرب وخليفة المدية ومليانة ومقاتلهما قد عبرا نهر الشلف وزحف ابن سالم بجيشه من القبائل نحو المراكز والمستعمرات الفرنسية، وفي لمح البصر، هُجمت المستعمرات وخربت المؤسسات الزراعية ودمرت المراكز الفرنسية، وغطى دخان القرى المحترقة الجو فأظلمت الدنيا. فعم الخوف الفرنسيين فهربوا إلى مدينة الجزائر، التي اجتاحت موجة من الفزع وملأت الشائعات المرعبة المدينة. وقاد الأمير قوته لمهاجمة (قلعة بودور)، فتحركت قيادة فالي بسرعة وخاصة في البليدة وبوفاريك وعلى أقدام جبال الأطلس وأصدرت الحكومة الفرنسية في نفس الوقت إعلانا فيه ما يأتي: (( أنها لن تقبل بعد اليوم مساومة أو تراجعا – وان الجزائر قد أصبحت منذ الآن وإلى الأبد مقاطعة فرنسية)). ووصلت التعزيزات العسكرية بسرعة إلى مدينة الجزائر بقوة 30ألف محارب بقيادة المارشال فالي فكشف عن خططه الجديدة للهجوم تختلف عن مخططات القادة السابقين الذين كانوا ينفذون عملياتهم بهجمات مباغتة.أما خطة فالي كانت عكس ذلك وهي كالآتي:
1- الاستيلاء على المراكز التي أقامها الأمير عبد القادر وتخريبها، بما في ذلك مخازن أسلحته ومستودعات تموينه...
2- مهاجمة وتدمير قوته النظامية التي تعتبر العمود الفقري لجهاز الحرب الجزائري.
3- الاحتلال الدائم للمقاطعة الآهلة بالقبائل العربية الكبرى، حتى تقنعها بقدرة فرنسا على حمايتها والدفاع عنها، وبالتالي تدمير سلطة الأمير عبد القادر والقضاء على نفوذه، حاولت الإدارة الفرنسية بالجزائر استثارة معظم القبائل العربية ضد الأمير . غير أن هؤلاء جميعا أجابوا- على لسان شيوخهم – برسالة واحدة أكدوا فيها رفضهم لهذا الاقتراح النصراني والتزامهم بدعم الأمير عبد القادر حامل راية الجهاد في سبيل الله.
صممت حكومة فرنسا على احتلال الجزائر كلها ولو كلف ذلك إرسال مئات الآلاف من جندها إلى هذه البلاد الطاهرة وكانت تعلم أنها لو لم تقض على الأمير عبد القادر ودولته فإن دولة قوية مسلمة ستظهر في العالم الإسلامي مما يمنع الاستعمار الأوربي من تحقيق أطماعه في هذه البلاد، لكن الحكام المسلمون كانوا في سبات عميق غافلين عما كان يدور حولهم
فعادت رحى الحرب بمهاجمة جيوش الأمير عبد القادر مواقع للجيش الاستعماري،لكن الأمير عبد القادر لم يستطع مواجهة الجيش الفرنسي الضخم الذي كان يفوقه عددا وعدة ويملك أسلحة متطورة، فلجأ الأمير إلى التنقل بين المناطق ثمّ مباغتة الجيش الفرنسي. فساء وضع الأمير عبد القادر العسكري خاصة بعد تحطيم زمالته في عام 1843 وهي عبارة عن عاصمة متنقلة، ولما بلغ الأمير الخبر وهو في غابة سرسو أظهر تجلده للنكبة، ورغم أنه فقد فيها كل ثروته المالية ومجوهرات ومكتبته التي جهد في جمعها، فقال لأولئك الذين كانوا ينتظرون كلمته: (( الحمد الله- ان كل تلك الأشياء التي كنت اقدرها حق قدرها والتي كانت عزيزة على قلبي، والتي شغلت عقلي كثيرا، لم تزد على أن أعاقت حركتي وحولتني عن الطريق الصحيح. أما في المستقبل، فسأكون حراً في محاربة الكفار)) وكتب إلى خلفائه: ((قام الفرنسيون بالإغارة على الزمالة. ولكن علينا ان لا نفقد الشجاعة وسنكون منذ الآن أخف حملا وأفضل استعداد للحرب.))
وفي عام 1845 اتخذ الأمير عبد القادر من حدود المغرب قاعدة لغزواته في الجزائر لفترة من الوقت، مما دفع القوات الفرنسية لإعداد فرقة ع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://benchicao.forumalgerie.net
 
الأمير عبد القادر - من إعداد عبد المالك عبد القادر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة سيِّدُنا نوح من إعداد عبد المالك عبد القادر
» العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» الأنبياء والرسل - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» محمد البشير الإبراهيمي - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» قصص للمطالعة من إعداد عبد المالك عبد القادر مدير مدرسة النصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة :: الفئة الأولى :: مواضيع عامـة-
انتقل الى: