مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة

سر النجاح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولعبد الحميد بن باديس - من إعداد: عَبْد الْمَالَك عَبْد الْقَادِر  شخصيةمواضيع مختلفة

 

 عبد الحميد بن باديس - من إعداد: عَبْد الْمَالَك عَبْد الْقَادِر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك عبد القادر
Admin



المساهمات : 416
تاريخ التسجيل : 01/03/2013
العمر : 60
الموقع : https://benchicao.forumalgerie.net

عبد الحميد بن باديس - من إعداد: عَبْد الْمَالَك عَبْد الْقَادِر Empty
مُساهمةموضوع: عبد الحميد بن باديس - من إعداد: عَبْد الْمَالَك عَبْد الْقَادِر   عبد الحميد بن باديس - من إعداد: عَبْد الْمَالَك عَبْد الْقَادِر Emptyالسبت مارس 02, 2013 2:48 pm

عبد الحميد بن باديس

العلامة عبد الحميد بن بأديس،مرشد الأمة وإمام البلاد وأبو النهضة ومؤسس جمعية العلماء ،رحمه الله
قال مرشد الأمة:


مختصر لأهم الأحداث في حياة عبد الحميد بن باديس
التاريخ بالسنة الميلادية مختصر الأحداث
1889 ولد عبد الحميد بن باديس.
1908 توجه إلى تونس لمواصلة تعليمه في جامع زيتونة.
1912 توجه إلى الحجاز أدى فريضة الحج وتلقى كثير من العلوم الإسلامية
1913 وشرع في النشء الجزائري، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه
1925 أصدر جريدة المنقذ التي أغلقتها السلطات الاستعمارية بعد إصدار 18 عددا منها.
1925 أصدر جريدة الشهاب الأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام 1929 م ثم تحولت إلى مجلة شهرية علمية.
1932 انتخب رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
1936 توجه إلى باريس في وفد جزائري للمطالبة بفصل الدين عن الدولة.
1940 توفي في الجزائر، وقيل مات بمرض السل أو مسموما.



مقدمة
إن الاستعمار الفرنسي الغاشم من أقسى المحتلين سلوكًا واتجاهًا فتعددت وسائله، التي كانت تسعى إلى هدف واحد ، هو هدم عقيدة الأمة، وإماتة روح الجهاد فيها، وإفساد أخلاقها، وإقامة فواصل بينها وبين هويتها وثقافتها وتراثها، بمحاربة اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها، لتكون لغة التعليم والثقافة والتعامل بين الناس.
وأُخذت السلاح الثقافي هو السلاح الرئيسي لتدمير الجزائر، وفصلها عن أصالتها وماضيها وتراثها الحضاري ومستقبلها، وبالتالي عزلها عن محيطها الإسلامي العربي فنشر الاستعمار في الجزائر على نطاق واسع، أدب استعماري هدفه تمجيد فرنسا وعظمتها وتفوقها فخلقت خرافات منافية لمقوماتنا الإسلامية باسم البعثات الثقافية الاستعمارية. غير أن التجربة أكثر من قرن قد برهنت على أن وجود الاستعماري في الجزائر كان سببا في تقهقر الجزائر تعليميا وثقافيا.
كما جاء في كتب التاريخ، كان التعليم منتشراً حتى في أقصى المناطق النائية وفي أصغر القرى وحتى الدواير قبل احتلال فرنسا عام 1830 م بعدة منشآت من أهمها جمعية ثقافية أسلامية كبرى، إلى جانب جمعيات صغرى كثيرة ومدارس كثيرة تظم شبيبة ناشطة. كما كانت الجامعات منتشرة في كافة أنحاء الوطن الجزائري أنذاك. حيث جاء على لسان قلم الجنرال هوتبول في مذكرة بعث بها سنة 1850إلى رئيس الجمهورية الفرنسية الثانية مايلي: ((كانت الثقافة الإسلامية قبل الاحتلال واسعة الانتشار، وشاملة للفروع الآتية:1ـ التعليم الابتدائي الذي يشمل الأطفال بين الثالثة والعاشرة.2 ـ التعليم الثانوي الأحداث بين العاشرة والخامسة عشر. 3 ـ التعليم العلي للشباب، ويشمل الفقه والحقوق والرياضيات وعلم الفلك والجغرافيا والتاريخ والطب. وكان الابتدائي و التعليم الثانوي والعالي مجانا. وكان يوجد في الجزائر أيضا جامعات أشهرها: جامعة قسنطينة، وجامعة مدينة الجزائر، وجامعة تلمسان وجامعة مازونة وبسكرة بمستوى جامعة القاهرة وجامعة تونس وجامعة فاس، وكان بها ألاف الطلبة المسلمين))فبذل الاستعمار الفرنسي كل جهوده من أجل تدمير المجتمع الجزائري ويحوله نحو وجهة جديدة تخدم ثقافته ومصالحه فاعتمد على خطط هادمة ذات اتجاهات متعددة أهمها تعميم الجهل وآخرها نشر ثقافة فرنسية استعمارية ساعيا إلى هدف رئيسي هو القضاء على الثقافة الإسلامية واجتثاثها من جذورها بغية القضاء على كل وعي وطني، فعمل الاستعمار الفرنسي الغاشم على إغلاق المدارس، وحل المنظمات الخيرية والدينية وإغلاق المساجد وتحويله إلى كنائس بموجب القانون، وحضر تعليم اللغة العربية أو التاريخ الوطني أو الاطلاع على الحضارة العربية الجزائرية الإسلامية
غير أن الجزائريين لم يستسلموا لهذه المخططات، فقاوموا بشتى الوسائل و بكل ما يملكون، ودافعوا إلى النصر أو الاستشهاد، وكانت معركة الدفاع عن الهوية واللسان العربي أشد قوة وأعظم تحديًا من معارك الحرب والقتال، وقد عبّر ابن باديس، عن إصرار أمته وتحديها لكل محاولات الاستعمار الفرنسي الغاشم بقوله:
((إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدةعن فرنسا كل البعد،في لغتها، وفي أخلاقها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين
هو الوطن الجزائري.))
مولده ونشأته ودراسته:
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق
لـ 4 ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأ ابن باديس في أسرة كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، أعنيت بتعليم ابنها وتهذيبه فرفض والده إدخال ابنه إلى المدرسة الفرنسية مثلما تفعل الأسر الثرية آنذاك وفضل تلقينه التربية الإسلامية فأتى له بمعلم إلى البيت وكان الشيخ محمد المداسي وقد أُعجب بذكائه. حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وأمّا المصلين في صلاة التراويح ثلاث سنوات كاملة بالجامع الكبير –قسنطينة- ، ثم تتلمذ على يد الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي، وتعلّم عنده مبادئ العربية والعلوم الإسلامية بجامع سيدي محمد النّجار فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: ((اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة))، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة. وكان والده للمضي على خير الدرب
والمعرفة،حيث وجد فيه كثير من الفضائل فقال له والده ((يا عبد الحميد- أنا أكفيك أمر الدنيا، أنفق عليك، وأقوم بكل أمورك، ما طلبت شيئا إلاّ لبيت طلبك كلمح البصر، فاكفيني أمر الآخرة. كن الولد الصالح العالم الذي ألقى به وجه الله))




في عام 1908 م قرر ابن باديس - الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية الأولى إلى تونس، وفى رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء.
تلقى العلوم الإسلامية على جماعة من أكابر علمائه، أمثال العلاّمة محمد النخلي القيرواني المتوفى سنة (1924م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان له تأثير كبير في التكوين اللغوي لعبد الحميد بن باديس،والشيخ محمد الخضر الحسين. ففهم القرآن على النهج الصحيح. كما أحب العربية وتذوّق جمالها ، و اهتم بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التخلص من الاستعمار الأوروبي وآثاره. تخـرج الشيخ من الزيتونة عام 1912 م وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقتضيه تقاليد هذه الجامعة، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قسنطينة، لكن السلطات الفرنسية تدخلت فمنعته من ذلك لأنها تدرك أن بن باديس يحمل أفكارا جديدو وحية نابعة من الإسلام الصحيح الرافض للاستعمار والظلم والجهل والتخلف فمنعته.
هجرته إلى الحجاز وعودته إلى البلاد وعمله، من 1913 إلى 1925
قرر السفر للقيام برحلة ثانية لزيارة الحجاز لأداء فريضة الحج و استقر بالمدينة المنورة أين التقى بمعلمه الأول حمدان لونيسي و هناك واصل تلقي العلم حتى حاز درجة العالم ، وتعرف على رفيق دربه ونضاله فيما بعد الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طويلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة في ذلك و في طريق عودته إلى الجزائر عرّج على القاهرة و بها تتلمذ على يد الشيخ رشيد رضا .
وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 م واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه.
فبدروسه وأسلوبه الميسر جذب إليه كثير من الفدائيين الصالحين، ليس من مدينة قسنطينة وحدها بل، من كل جهات الوطن الجزائري، وكانت دروسه تتجاوز عشر ساعات كل يوم.تتضمن نشاطات مختلفة وهي:علوم الدين-( فقه وعبادات ومعاملات وتوجيه وإرشادات) تتناسب مع الواقع العلمي الذي كانت تعيشه الجزائر آنذاك،حيث قال: ((إننا نربي تلاميذتنا على القرآن ونوجه نفوسهم إلى القرآن من أول يوم وفي كل يوم، وغايتنا التي تستحق ، أن يُكوِّن القرآن منهم رجالا كرجال سلفهم وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلّق هذه الأمّة آمالها، وفي سبيل تكوينهم تتلقى جهودها)) وحثّ ابن باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها مما هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العفة وحسن التدبير، والشفقة على الأولاد، وحمّل مسئولية جهل المرأة الجزائرية أولياءها، والعلماء الذين يجب عليهم أن يعلّموا الأمة، رجالها ونساءها، وقرر أنهم آثمون إثمًا كبيرًا إذا فرطوا في هذا الواجب.


العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس
لا شك أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كالجزائر عندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع-فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباً عليه، وكان ابن باديس من هذا النوع. وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكان بإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريق المصلحين.
وتأتي البيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلى الفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام حيث تعرف على المفكرين والعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكان لمجلة المنار التي يصدرها الشيخ رشيد رضا أثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.
ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله-وقد وصفهم هو بالأسود الكبار-من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي.

محاربته للبدع والخرافات
تبلور نهجه في الإصلاح بالقضاء على التخلّف ومظاهره، وتحذير الأمّة من الشرك بمختلف أنواعه، وإزالة الجمود الفكري ومحاربة التقاليد والبدع المنكرة، والعادات الشركية المستحكمة، ومقاومة الأباطيل والخرافات المتمكّنة من المتنكّرين للتوحيد من الصوفيِّين والقبوريِّين والطرقية وغيرهم، الذين اتخذهم الاستعمار الفرنسي وسيلةً للسيطرة على عقول الشعب الجزائري، ووصفهم بأنهم ابتدعوا أعمالاً وعقائد من عند أنفسهم، معتقدين أنهم يتقربون بها إلى الله.
وذلك بتعريف الأمّة بدينها الحقيقي، والعمل بتعاليمه وأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه، والدعوة إلى النهضة والحضارة في إطار إصلاح الدين والمجتمع، من خلال فهمه للعلوم العربية -آدابها وقواعدها- جاء أسلوبه في مختلف كتاباته سهلاً مُمتنعًا، بعيدًا عن التعقيد اللفظي، وكذا شعره الفيّاض، هذا بغضّ النظر عمّا كان عليه من اطلاع على المذاهب الفقهية المختلفة كما هو ملموس في فتاويه المتعدّدة، فضلاً عن مذهب مالك ـ رحمه الله-
فشعر يهود قسنطينة بخطورة ذلك النور الذي يشع من ((الجامع الأخضر)). وفي صائفة سنة 1934 أخذوا كعادتهم في الكيد له، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، واشتد بهم الغيظ والحقد، وتدبر المكائد ، في سنة 1933 أقدم يهودي على استفزاز المسلمين عندما مر بالجامع الأخضر فدفعته مظلمته إلى شتم وسب من به من المسلمين، وتطاول على شخصية الرسول الأعظم ، فحدثت مجزرة دموية رهيبة بين المسلمين واليهود.دامت أسبوعا كاملا قتل فيها 22 يهوديا.
عجزت السلطة الفرنسية عن إيقاف هذه الحماسة الدينية الملتهبة، والحس القومي المتفجر، فاضطرت إلى التوسل إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس والنائب الدكتور بن جلول، من أجل التدخل لتهدئة الموقف المتفجر الذي بات يهدد الوجود اليهودي كله في قسنطينة. وأُطلق على هذه الظاهرة اسم مجزرة قسنطينة التي تجاوزت في مضمونها وأصدائها حدود الجزائر لتأخذ أبعادا عالمية.
كان بن باديس متسامح مع كل الأجيال والأجناس والأديان قائلاSad( أنا زارع محبة، ولكن على أساس من العدل والإنصاف والاحترام مع كل أحد من أي جنس كان، ومن أي دين كان))كان محترم كل الأرءات، فلا يتعصب لجنسه ولا لدينه ولا لرأيه بل تعصبه الوحيد هو الحق والعدل. فإن ابن باديس لـم يلـجأ أبدا إلى العنف الكلامي مع الـمناوئين له، لقد كان أكثر طمأنينة وتسامحا وتفتـحا من العديد من رفاقه وكان يتـحلى بالتواضع ونكران الذات والزهد طوال حياته كمفكر ملتزم بالـجبهات التي فتـحها. كان يريد أن يضم الأوساط الـمعادية والـمشككين واللامبالين إلى مشروعه العظيـم
إصدارات ابن باديس
اتجه إلى الصحافة، وأصدر جريدة المنتقد عام 1925 م وأغلقت بعد العدد الثامن عشر، وكان شعارها(( الحق فوق كل أحد الوطن قبل كل شيء ))فأصدر جريدة الشهاب الأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة
حتى عام 1929 م ثم تحولت
إلى مجلة شهرية علمية، وكان
شعارها: ((لا يصلح آخر هذه
الأمة إلا بما صلح بها أولها))،
وتوقفت المجلة في شهر
(سبتمبر 1939 م) بسبب اندلاع
الحرب العالمية الثانية، وحتى لا
يكتب فيها أي شيء تريده منه
الإدارة الفرنسية تأييداً لها.
- صحيفة أسبوعية «السنة المحمّدية»
الصادرة بتاريخ: (8 ذي الحجّة 1351ﻫ - 1932م)، ثمّ خلفتها:
- جريدة «الشريعة المطهّرة» الصادرة بتاريخ: (24 ربيع الأول 1352ﻫ - 1933م)، ثمّ تلتها بعد منعها:
- صحيفة «الصراط السوي» الصادرة بتاريخ: (21 جمادى الأولى 1352ﻫ - 1933م)، وهذه الأخيرة أيضًا منعتها الحكومة الفرنسية أسوة بأخواتها، ولكن جمعية العلماء لم تلبث أن أسّست جريدة «البصائر» الصادرة بتاريخ: (أوّل شوّال سنة 1354ﻫ ـ 1935م)
تأسيس الجمعيات وإنشاء المدارس
أسس جمعية التربية والتعليم الإسلامية في سنة 1931م، بهدف نشر الأخلاق الفاضلة والمعارف الدينية والعربية، والصنائع والحرف اليدوية، واستعان في سبيل تحقيق ذلك بإنشاء:
- مدرسة للتعليم.
- وملجأٍ للأيتام.
- ونادٍ للمحاضرات.
- ومصنع لتعليم الحرف.
و قد انشأ عبد الحميد بمساعي الجمعية تلك 170 مدرسة بالإضافة إلى كتاتيب انتشرت في كل مكان و التي اخذ الفرنسيون بمحاربتها من كل اتجاه، وكانت الجمعية ترسل النابغين من طلابها الذين واصلوا التعليم لاستكمال دراستهم في بعض جامعات الدول الإسلامية، كما كانت الجمعية تُعفى البنات من مصروفات التعليم، ويتعلَّمن بالمجَّان، تشجيعا لهن على التعليم. أما البَنون فلا يُعفى منهم
إلا غير القادرين.
- أنشأ لجنةً من أعضاء جمعية التربية والتعليم تُعنى بالطلبة،وتساعد المحتاجين منهم من الصندوق المالي المخصص لهذه المهمة، وكان يموَّل من تبرعات الأسخياء والمحسنين الذين شجعتهم أعمال الشيخ
وجهوده التعليمية على التبرع لرعاية الطلاب.








عبد الحمــيد بن باديس
رفقة الشيخ الطيب العقبي









تأسيس جمعية العلماء المسلمين هادمة الاستعمار
جريدة بيروت المساء فيفري 1956 والمنار الدمشقية
كان يمكن أتختفي الجزائر من الوجود، لولا أن قيض الله لها جمعية العلماء الجزائريين، ولايمكن أن نقدر بحق، ذلك الدور الخطير، الذي لعبته هذه الجمعية، في بعث الأمة الجزائرية القوية، إلا إذا عرفنا ولوبإجاز، هدف الاستعمار الفرنسي في تلك الديار، ومابذله من جهود جبارة في سبيل محوها القصة باختصار ــ: كان الهدف الأول للاستعمار الفرنسي في الجزائر، هو قتل الروح المعنوية في الأمة قبل كل شيء، فما كادت رايتهم الحمراء ترتفع على تلك الربوع العريقة في الحضارة، حتى انطلقت أفاعيهم الاستعمارية، تنفث سمومها في جميع أطرافها والعودة بها إلى المنهجية الأولى، ثمّ اتخاذ أبنائها عبيدا، وأدوات للسخرة والعمل، من غير أن يبقى معهم من الصفات ما يخيف، على أنهم أدركوا بداهة أن ذلك أمر خطير، وأن الوصول إليه دون خرط القتاد، أو بعبارة أصح، دونه العروبة والإسلام، واعلموا جيدا، بأن من تحصن بالعروبة قومية، وبالإسلام دينا وعقيدة، فقد وضع بينه وبين الفناء أو الذل، أقوى قلاع، وأمنع الحصون.
تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم 5 مايو 1931 في نادي الترقي بالعاصمة على يد الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس إثر دعوة وجهت إلى كل عالم من علماء الإسلام في الجزائر, من طرف هيئة مؤسسة مؤلفة من أشخاص حياديين ينتمون إلى نادي الترقي. أعلنوا : أن الجمعية دينية تهذيبية تسعى لخدمة الدين والمجتمع, لا تتدخل في السياسة ولا تشتغل بها. لبّى الدعوة وحضر الاجتماع التأسيسي أكثر من سبعين عالما, من مختلف جهات الجزائر ، ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية وتشكّلت من أبرز العلماء الجزائريين في هذه الفترة منهم: عبد الحميد بن باديس، البشير الإبراهيمي، الطيب العقبي، العربي التبسي، مبارك الميلي، الامين العمودي.وترأس اللجنة التأسيسية السيد عمران إسماعيل، وتمّ تعين مجلس إداري من 13 عضو ورغم غياب الشيخ عبد الحميد بن باديس إلاّ أنه انتخب رئيسا للجمعية ، واختير الشيخ البشير الإبراهيمي نائبا له، وتحصلت الجمعية على الاعتماد من طرف الإدارة الفرنسية نظرا لليونة برنامجها.
ظروف تأسيسها.
ظهرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ظروف متميزة يمكن اختصارها فيما يلي:
- احتفال فرنسا بالذكرى المئوية للاحتلال،1830-1930ومارا فق هذا الاحتفال من افتخار بالقضاء على الشخصية الجزائرية، ومن استفزازات من طرف المعمرين خاصة.
- تجنيس كل المولودين بالجزائر من أبوين أجنبيين و إعطائهم امتيازات معتبرة في الإدارة و الخدمات.
- الاعتداء الصّارخ على الحريات الأساسية للمواطنين و
التضييق على الصحافة الجزائرية المدارس العربية ومحاربة القضاء الإسلامي.
- بروز كتلة من النخبة المثقفة ثقافة فرنسية تدعو إلى إدماج الجزائر و الذوبان في الحضارة الفرنسية.
- تشجيع الجاليات اليهودية للهيمنة على النشاطات الاقتصادية و منحها امتيازات خاصة بعد إعطائها الجنسية الفرنسية.
برنامج جمعية العلماء المسلمين
حدّدت جمعية العلماء برنامجها في قانونها الأساسي الذي تضمّن 24 فصلا تناول فيها الخطوط العريضة لعمل الجمعية، وتظهر أهداف الجمعية من خلال قانونها الأساسي ومن خلال نشاطات أعضائها و كتاباتهم. وفي مقدمة هذه الأهداف، المحافظة على الدين الإسلامي ومحاربة الخرافات والبدع و إحياء اللغة العربية وآدابها و تمجيد التاريخ الإسلامي وآثاره ،وقد شهد لها بهذا حتى المعارضين لأفكارها فالسيد فرحات عباس أشار إلى أن أهداف الجمعية تمثلت " في تجديد الإسلام، والصراع ضد المرابطين أداة الاستعمار وتكوين إطارات الثقافة العربية".وأوضح رئيس الجمعية أهدافها الرئيسية في مقال: دعوة جمعية العلماء المسلمين وأصولها.وأبدت الجمعية موافق واضحة في القضايا السياسية المطروحة فعارضت سياسة الإدماج التي كانت تطالب بها: فيدرالية المنتخبين الجزائريين، بزعامة الدكتور بن جلول وابن التهامي. وفرحات عباس وغيرهم، كما سجلت حضورها الفعال في المؤتمر الإسلامي سنة 1936.
واعتمدت الجمعية في نشاطها على وسائل معروفة كالمسجد، والمدارس الحرة للتعليم والتربية وتكوين الإطارات والنوادي للنشاطات الثقافية وكذا الصحافة لنشر أفكارها وخاصة صحيفتي
الشهاب و البصائر.استمرت جمعية العلماء في جهادها، وهي تصل الليل بالنّهار، حتى تبعد خطر الإلحاد من الشعب ، فأوفدت البعثات العلمية إلى المدن والأرياف، داعية المواطنين إلى اقتفاء سيرة السلف الصالح منبهة القوم إلى مغبة ما يحل بهم، إذا هم ساعدوا الاستعمار الفرنسي بطريقة غير مباشرة على نشر سياسة الإلحادية. وقد صادفت هذه البعثات في طريقها عقبات ومشقات. وتحملت عذابا وإهانات، إلا أنها تخطت جميع هذه المخاطر بإيمان قوي وعزيمة صلبة.
هذا النشاط المميز للجمعية جعلها في وضع لا يحسد عليه إذ برز معارضون لنشاطاتها فإلى جانب مخططات الإدارة الفرنسية في مواجهة جمعية العلماء،و إغتيال الشيخ محمود كحول نجد معارضة النواب و رجال الزوايا والمرابطين، وكذا المبشرين ورجال الدين المسيحيين.
مسار الجمعية السياسي
واصلت الجمعية نشاطها خلال الثلاثينات رغم المضايقات التي تعرّضت لها من طرف الإدارة الاستعمارية ومعارضة خصومها، من خلال المدارس والصحف والنوادي حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية حين امتنعت عن تأييد فرنسا فقّللت من نشاطها وأوقفت صحفها ممّا جعل السلطة الفرنسية تقوم بنفي البشير الإبراهيمي إلى آفلو، وانضمت الجمعية إلى أحباب البيان، التنظيم الذي أسسه فرحات عباس ، وبعد الحرب العالمية الثانية واصلت مهمتها الإصلاحية تحت رئاسة البشير الإبراهيمي إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية أين أصدر الشيخ الإبراهيمي بيان جمعية العلماء المسلمين من القاهرة بتاريخ 14 نوفمبر 1954 يدعو فيه الشعب إلى الالتفاف حول الثورة، وسنة 1956 أصدرت السلطات الفرنسية حلّ الأحزاب السياسية ومنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.





































الجالسون من اليمين إلى اليسار: محمد السعيد الزاهري، العربي التبس، البشير الابراهيمي، محمد إبراهيم الكتاني(من الغرب ضيفا)، عبد الحميد بن باديس، الطيب العقبي، عبد القادر بن زيان، مبارك الميلي.
الواقفون : محمد العيد آل خليفة، فرحات الدراجي، باعزيز بن عمر، مصطفى حلوش، محمد خير الدين، علي الخياري، أبو اليقضان ـ أخذت هذه الصورة بنادي الترقي في عام 1934.


مواقف الشيخ ضد الاستعمار الفرنسي
اتخذ الشيخ عبد الحميد بن باديس شعار «الحقّ، والعدل، والمؤاخاة في إعطاء جميع الحقوق الذين قاموا بجميع الواجبات»، رجاء تحقيق مطالب الشعب الجزائري بطريق سلمي، وفي سنة 1936 م دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر، وقد وجه دعوته من خلال جريدة لاديفانس التي تصدر بالفرنسية، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعض الشخصيات المستقلة، وأسفر المؤتمر عن المطالبة ببعض الحقوق للجزائر، وفد سافر إلى فرنسا لعرض هذه المطالب وكان من ضمن هذا الوفد ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي ممثلين لجمعية العلماء، ولكن فرنسا لم تستجب لأي مطلب وفشلت مهمة الوفد. هدد الوزير الفرنسي "دلادييه" الوفد الجزائري أثناء ذهاب إلى باريس في 18 يوليو 1936 قائلاًSad(إن لدى فرنسا مدافع طويلة))،فرد عليه ابن باديس: إن لدينا مدافع أطول فتساءل ((دلادييه)) عن أمر هذه المدافع؟ فأجابه ابن باديس ((إنها مدافع الله.))
ولكنّه بعد عودة وفد المؤتمر من باريس سنة: (1936م)، اقتضت طبيعة المرحلة الجديدة إزاحته واستبداله بشعار آخر وهو: ((لنعتمد على أنفسنا، ولنتكل على الله))، وأنشد عبد الحميد قصيدته الرائعة التي من أروع ما كتب.
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإحْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذالكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ
تعبيرًا على الحزم على الكفاح وغلق القلوب على فرنسا إلى الأبد والاستعداد للدخول في معركة ضارية، كما عبّر ذلك بقوله رحمه الله مخاطبًا الشعب الجزائري: ((…وإن ضيّعت فرنسا فرصتها هذه، فإننا نقبض أيدينا ونغلق قلوبنا إلى الأبد… واعلم أنّ عملك هذا على جلالته ما هو إلاّ خطوة ووثبة، وراءها خطوات ووثبات، وبعدها إمّا الحياة أو الممات»، وهذه الحقيقة عبّر عنها أيضًا في مقال آخر سنة: (1937) بلفظ «المغامرة والتضحية)).وهي طريق الكفاح والحرب للخلاص من فرنسا، وظلّ ابن باديس في توجيه قادة الجزائر وشبابها نحو المخرج الحقيقي: ((لا تتغير السياسة الاستعمارية بالجزائر، عن طريق وفود تذهب إلى فرنس، ولا بلجان تبعثها الحكومة العليا – حكومة باريس- إلى الجزائر. ذلك أن حكومة الجزائر الاستعمارية أقوى من حكومة فرنسا ذاتها هنا..فلا تغيير لوضع تريد بقاءه في الجزائر. فالوفود إذن لا تستطيع أن تغير شيء، ومتى نفض الشعب عن نفسه غبار الجهل والغفلة، وأدرك وجوب تسيير شؤونه بنفسه، وأخذ يضع كل شيء موضع، لم يجد أين يضع الاستعمار إلا حيث توضع الأطمار البالية))
الحفاظ على وحدة الأمة والوطن
كان الاستعمار الفرنسي يبذل كل ما في وسعه لتفريق الشعب الجزائري وضرب بعضه بعضا، مطبقا مبدئه المعروف(فرق تسد) فلجأ إلى زرع الفتنة وإثارتها بين العرب والبربر( الأمازيغ) وحتى بين البربر أنفسهم فقسمهم إلى وحدات عشائرية، القبائل ـ الشاوية – الطوارق، وبني ميزاب، فلم يكن أمام ابن باديس إلاّ العمل من أجل إطفاء نار الفتنة بين أفراد الشعب المسلم الواحد فكان يقولSad(إنّ أبناء يعرب وأبناء مازيغ(البربر) قد جمع بينهم الإسلام منذ بضعة عشر قرنا، ثم بدأت تلك القرون تمزح ما بينهم في الشدة والرخاء، وتؤلف بينهم في العسر واليسر، وتوحدهم في السراء والضرّاء حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما أمّه الجزائر أبوه الإسلام. وقد كتب أبناء يعرب وأبناء مزيغ آيات اتحادهم على صفحات هذه القرون بما أراقوا من دمائهم في ميادين الشرف لإعلاء كلمة الله، وما أسالوا من محابرهم في مجالس الدرس لخدمة العلم...فأي قوة بعد هذا يقول عاقل، تستطيع أن تفرقهم، لولا الضنون الكواذب والأماني الخوادع، ياعجبا لم يفترقوا وهم الأقوياء، فكيف يفترقون وغيرهم القوي؟ كلا والله بل لا تزيد كل محاولة للفريق بينهما إلا شدة في اتحادهم وقوة لرابطتهم))، فيفضح التزييف المتعامي، والمغالطة المضللة (( تشكل فرنسا أمة واحدة ...وعلى الرغم من ذلك، فإنّك تجد في قرى من دواخل فرنسا وأعالي جبالها، من لا يحسن اللغة الفرنسية، ولم يمنع ذلك القليل ـ نظرا للأكثريةـ من أن تكون فرنسا أمّة واحدة..وهذه الحقيقة الموجودة في فرنسا، يتعامى الغلاة المستعمرون عنها في الجزائر. ويحاولون، بوجود اللغة الأمازيغية في بعض الجهات وجوبا محليا، وجهل عدد قليل جدا بالعربية في رؤوس بعض الجبال، أن يشكّكوا في الوحدة العربية للأمّة الجزائرية والتي كونتها العقول وشيدتها الأجيال ـ سنة 1938 م))
يقف عبد الحميد بن باديس في سنة 1938 وقفة القائد العسكري الذي خاض معركته وانتهى منها، وأخذ في استخلاص الدروس المستفادة من الصراع السابق، استعدادا للجولة التالية. من إعادة تقويم الموقف ليقول : (( أما اليوم ـ سنة 1938ـ فقد تأسست في الوطن كله جمعيات ومدارس ونواد باسم الشباب والشبيبة والشبان، ولا تجد شابا ـ إلا نادرا ـ إلاّ وهو منخرط في مؤسسة من تلك المؤسسات، وشعار الجميع ـ العروبة ـ الجزائر...لقد رفضت الأمة عن رأسها اليوم غبار الذل. وأخذت تنازل وتناضل وتدافع وتعارض ، وشعرت بوحدتها، فأخذت تطرح تلك الفوارق الباطلة وتتحلى بحلل الأخوة الحقة، وتنضوي أفواجا أفواجا تحت راية الإسلام والعروبة والجزائر.لقد شعرت الأمّة بذاتيتها اليوم، وعرفت هذه القطعة من التي خلقها الله منها، ومنحها لها، وأنّها هي ربتها، وصاحبة الحق الشرعي والطبيعي فيها، سواء اعترف لها به من اعترف، أم جحده من جحد.وأصبحت كلمة الوطن، إذا رنت في الآذان، حركت أوتار القلوب، وهزت النفوس هزاً)).
عندما اندلعت نار الحرب العلمية الثانية سنة 1939 م، طلبت السلطة الفرنسية بالجزائر من مختلف الهيئات والشخصيات الجزائرية أن يعلنوا للناس في الداخل والخارج عن ولائهم لحكومة فرنسا وإخلاصهم لها. وعلى هذا الأساس جاء ضابط كبير في الجيش الفرنسي إلى الشيخ العربي التبسي ـ بتبسةـ طالبا منه أن يدلي بتصريح يذاع بالإذاعة ـ الراديوـ وينشر في الصحف. يؤكد فيه تأييد لفرنسا في حربها ضد الألمان لكن الشيخ العربي رفض تحقيق هذه البغية الآثمة الدنيئة. فخيب أمل الضابط الفرنسي راجعا يجر أذيال الفشل، وإثر هذا الحادث، جاء الشيخ العربي إلى قسنطينة،فقصّ على الشيخ ابن باديس القصة.واعقبها سائلا مداعبا: ((لو جاءوك ياشيخ، فماذا كنت تجيبهم ياترى؟)).فاندفع الشيخ عبد الحميد في ثورة مباغتة فقال: (( أما أنا فوالله لو قال الاستعماريون قل: لاإله إلا الله محمدا رسول الله ، ماقلتها)) : (( إني لن أمضي برقيةـ بتأييد فرنسا ـ ولو قطعوا رأسي، وماذا تستطيع فرنسا أن تعمله؟ إن لي حياتين، حياة مادية، وحياة أدبية روحية. فتستطيع القضاء على حياتنا المادية بقتلنا ونفينا وسجننا وتشريدنا. ولن تستطيع القضاء على عقيدتنا وسمعتنا وشرفنا، فتحشرنا في زمرة المتملقين))















وفاته
وبسبب موقفه المذكور آنفا وضع تحت الأقامة الجبرية بمنزله في قسنطينة. مات الرجل عملاقا أمسية يوم الثلاثاء 16 أفريل 1940 م، وماتت بموته مجلته ((الشهاب)). وخرجت الجزائر المجاهدة تنعي فقيدها الراحل، السراج المنير الذي أشرق نوره على الجزائر، وقيل انه مات ((بسل العظام)) وقيل أنه مات ((مسموما)) تعددت الأسباب والموت واحد، هبّ الشعب الجزائري كله لتوديع الشيخ الإمام في جنازة مهيبة لم تعرف لها الجزائر مثيلا شارك فيها مابين 70 و 100 ألف شخص و كان عدد سكان المدينة آنذال 50000 ساكن.

























صورة لجنازة الشيخ تبين الموكب المهيب الذي سار فيها

لقد مات ابن باديس ذلك الرجل النحيل و القصير القامة والضعيف الجسم، وقد دُفن في مقبرة آل باديس بقسنطينة بعد حياة أوفى فيها بعهده: ((إني أعاهدكم على أن أقضي بياضي على العربية والإسلام كما قضيت سوادي عليهما وإنها لواجبات.. وإنني سأقضي حياتي على الإسلام والقرآن ولغة الإسلام والقرآن وهذا عهدي لكم)).













قبر الشيخ رحمه
الله في قـسنطينة
مسقط رأســــــه






غير أنّه بقي حيا بحضوره المعنوي – الروحي – وقد قيل في رثائه محمد البشير الإبراهيمي الذي خلفه في رئاسة جمعية العلماء المسلمين، الذي كتب مايليSad(اعتقد أن الراحل، أخي العزيز، لم أحد دون أحد، بل كان كالشمس لجميع الناس. واعتقد أن فقده لن يحزن قريب دون بعيد. وإن أوفر الناس حظا من الأسى لهذا الخطب، هم أعرف الناس بقيمة الفقيد، وبقيمة الخسارة بفقده للعلم والإسلام، لا للجزائر وحدها. فلهذا بعثت أعزيكم على فقد ذلك البحر الذي غاض بعد أن أفاض...وإن كانت التعازي تعاليل لا تطفي الغليل . ولكنها على كل حال تحمل بعض الرّوح من كبد تتلظى شجنا، إلى كبد تتنزى حزنا. وطني في أخي أنه لوكان يعرف عنواني لكان أول معز لأول معزي))

قراءات

خطاب الشيخ عبد الحميد بن باديس
بعد عودة وفد المؤتمر من باريس سنة: 1936م.






((أيها الشعب الجزائري التاريخي القديم المسلم الصميم، كلمة الله، وإرادة الله، وقوته من قوة الله، أو ليست منذ شهر كوّنت مؤتمرا كما ينبغي أن يكون جلالا وروعة، فذلك مجلى إرادتك، ومظهر قوتك، و كوّنت هذا الوفد الكريم فحملته مطالبك، فاضطلع بها وأدى الأمانة في ثمانية أيام وهي لا تؤدّى إلا في أضعاف ذلك من الأيام وفد لعمر الله مثّلك في قوتك، وإرادتك، وحياتك، وكرامتك، وفد متعاون متساند. زار الوزارات والأحزاب و أرباب الصحف، فعّرفك إليها، ورفع إليها صوتك، ولقد كدت تكون أيها الشعب مجهولا عندهم تمام الجهل، لكن بأعمالك العظيمة، وبما قام به الوفد، صرت معلوما لدى من يعرف الحق، و يحترم الكريم، وينصف المظلوم. أيها الشعب، إنك بعلمك العظيم لشريف برهنت على أنك شعب متعشق للحرية، هائم بها، تلك الحرية التي ما فارقت قلوبنا منذ كنا الحاملين للوائها. و سنعرف كيف نعمل لها و كيف نحيا و نموت لأجلها .
إننا مددنا إلى الحكومة الفرنسية أيدينا و فتحنا قلوبنا، فإن مدت إلينا يدها، وملأت بالحب قلوبنا فهو المراد، وإن ضيعت فرنسا فرصتها هذه فإننا نقبض أيدينا، ونغلق قلوبنا فلا نفتحها إلى الأبد.
أيها الشعب، لقد عملت و أنت في أول عملك، فاعمل، ودم على العمل، و حافظ على النظام، واعلم أن عملك هذا على جلالته، ما هو إلا خطوة ووثبة، ووراءه خطوات ووثبات، و بعدها إما الحياة وإما المماة.
اُتخذ يوم وفاته 16 أفريل 1940 كيوم للعلم في الجزائر بعد الاستقلال وكلما أظلتنا الذكرى تمثلت أمام أعيننا صورة الشيخ العلامة عبد الحميد بن بأديس،مرشد الأمة وإمام البلاد وأبي النهضة ومؤسس جمعية العلماء ،رحمه الله))
قال هذه الأبيات الإمام الشيخ عبد الحميد وهو جالس فاتح بين يديه كتاب الله. رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح الجنان مع المصطفى المختار.
سينحل جثماني إلى الترب أصله وتلتحق الورقا بعالمها الاسما
وذي صورتي تبقى دليلا عليها فإن شئت فهم الكنه فسأنطق الرسما
وعن صدق احساس تأمل فإنَّ في ملامح المرء ما يكسب العلما
وسامح أخاك إن ظفرت بنقصه وسل رحمة ترحم ولا تكتسب إثما

من آثاره:

- مبادئ الأصول : نص قدمه و حققه عمار طالبي - الشركة الوطنية للنشر و التوزيع - الـجزائر، 1980 - 48 صفحة.
- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية - قدمه وعلق عليه محمد حسن فضلاء، دار البعث، قسنطينة، 1985 - 120 صفحة.
- آثار عبد الـحميد بن باديس - وزارة الشؤون الدينية - الـجزائر، 1985 - 4 أجزاء.
- مجالس التذكير، وزارة الشؤون الدينية - الـجزائر، 1991.



إشهدي يا سما
اشِهِدي يَا سَمَــــا وَاكْتُبَنْ ياوُجــــودْ
إنَّنَا للِحـمَـــــــــــا سَنَكُونُ الجُـــــنُودْ
فنَزيحْ البَـــــــــلاَ مِنْ وَفَّى بِالعْــهُودِ
ونُـذيقُ الـــــرَّدَى كُـلَّ عـاتٍ كَــــنُودْ
وَيَـرَى جـــــــِيلُنَا خَافقَا تِالبُنـــــــودْ
ويَـرَى نجْمُنَــــــا لِلْعُـلاَ في صُعـــودْ
هَكَـذَا هَـكَـــــــــذَا هَـكَذا سَنَعُــــــــودْ
فاشْهَدي يَا سَمَا واكتُبْن يا وُجــودْ
إنَّـنَا للعُـــــــــلاَ إنَّنَا للخُلـــــــــــُودْ

هذه الأبيات ختم الشيخ عبد الحميد بن باديس خطابه التاريخي في الجلسة الختامية للمؤتمر الثاني لجمعية العلماء في سنة 1937 م.
أشعبَ الجزائرِ روحِى الفتِدى لمَا من عِزةٍ عربيَّـــــــــــــــهْ
بَنَيْتَ على الدينِ أركــــــــانَها فكانتْ سلامًا على البشريَّـــهْ
خَلَدتُم بها وبكم خلَــــــــــــدَتْ بهذى الديارِ على الأبدِيَّــــــهْ
فدُوموا على العهدِ حتَّى الفَنَـا وحتى تَنالُوا الحقوقَ السنيَّهْ
تَنالُونَها بسواعِـدِكُـــــــــــــــم وإيمَانِكم والنفوسِ الأبيــــــَّهْ
فضَحُّـو وهَا أنا بَينكُـــــــــــــمُ بِذاتِي ورُوحِي عليكم ضَحيهْ

التسامــح
سينحل جثماني إلى الترب أصله وتلتحق الورقا بعالمها الاسمـــــــــا
وذي صورتي تبقى دليلا عليـها فإن شئت فهم الكنه فسأنطق الرسما
وعن صدق احساس تأمل فـــإنَّ في ملامح المرء ما يكسب العلمــــا
وسامح أخاك إن ظفرت بنقصه وسل رحمة ترحم ولا تكتسب إثمــا

منقول من كتاب مجالس التذكير من حديث البشير النذير، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية - الطبعة الأولى 1403 هـ/1983م.

تحية المولد الكريم:
حييت يا جــمعَ الأدب ورقيت ساميـةَ الــــــــرتبْ
وَوُقِيتَ شرَّ الكائدـــين ذوى الدسائـس والشــــغبْ
ومُنِحْـت في العلياء ما تسمــو إليــــــــــه من أربْ
أحييت مولد من بــــه حييَ الأنام على الحِـــــقَبْ
أحييت مولوده بمـــــا يُبرى النفوسَ مـن الوصبْ
بالعــــلم والآداب والـ أخلاق في نشءٍ عجــــــبْ
نشءٌ على الإسلام أسْـ سُّ بنائه السامي انتصـــبْ
نشءٌ بحُـبِ محـــــمدٍ غـذَّاه أشياخٌ نجـــــــــــــبُ
فيهِ اقتدَى في ســــيره وإليه بالـــحق انتســــــــبْ
وعلى القلوب الخافقــــا تِ إليه رأيتــــه نصــــــبْ
بالروحِ يَفديهَا ومـــــــا يُغرى النّفوسَ مـن النشبْ
وبخُلقـه يَحمِي حمــــــا ها أو ببارقة القُضُــــــــبْ
حتى يعودَ لقومــــــــــه من عِزّهم مــــــا قد ذهبْ
ويرى الجزائرَ رجعت حقَّ الحياة المـــــــــستلَبْ
يا نشءُ يا دخرَ الجـزاذ ئر في الشدائد والكــــُرَبْ
صدحت بلابِلُك الفصـا حُ فعمَّ مَجمعَنا الطــــربْ
وادقْتَنَا طُعما مـــــن الـ فصحى ألذَّ من الضــرَبْ
وأريت للأبصار مـــــا قد قرَّرتْه لك الكــــــــتُبْ
شَعْـبُ الجزائرِ مُـسْلِمٌ وَإلىَ العُروبةِ يَنتَسِـــــبْ
مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ أَوْ قَالَ مَـاتَ فَقَدْ كَــــذبْ
أَوْ رَامَ إدمَاجًا لَــــــــهُ رَامَ المُحَال من الطَّـــلَبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَاؤُنــَا وَبِـكَ الصَّباحُ قَدِ اقْتَـربْ
خُـذْ لِلحَياةِ سِلاَحَـــــها وَخُـضِ الخْطُوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَنارَ الْعَدْلِ وَالإ حْسانِ وَاصْـدُمْ مَن غَصَبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّالمِيـنَ سُـمًّا يُـمْزَج بالرَّهَـــــبْ
وَاقلَعْ جُذورَ الخَائنيـنَ فَمنْهُـم كُلُّ الْـعَطَـــــــبْ
وَاهْـزُزْ نفوسَ الجَامِدينَ فَرُبَّمَا حَـيّ الْـخَـشَـــــبْ
يا قومٌ هذا نشؤكـــــم وإلى المعالي قد رثـــبْ
كونوا له يكن لكـــــم وإلى الأمام أبــناء وأبْ
نحن الأولى عــــرف الزمانُ قديمنا الجمَّ الحسبْ
وقـد انتبهنا للحيـــــــا ة آخـذين لها الأهــــبْ
لنحلَّ مركزنـــــا الذي بين الأنام لنا وجـــــبْ
فتزيد في هذا الــورى عضـوًا شريفًا منتخَبْ
ندعو إلى الحسنى ونولي أهلها منــــــــا الرغبْ
مَنْ كَان يَبْغي وَدَّنَــــا فَعَلَى الْكَرَامَةِ وَالرّحبْ
أوْ كَانَ يَبْغي ذُلَّنـــــــَا فَلَهُ المـَهَـانَةُ والحَـرَبْ
هَـذَا نِـظامُ حَيَاتِنَـــــــا بالنُّورِ خُـطَّ وَبِاللَّهـــَبْ
هَـذا لكُمْ عَـهْـدِي بِــــهِ حَتَّى أوَسَّـدَ في التُّـــــرَبْ
فَإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحتي تَحيـَا الجَزائرُ وَالْعــــرَبْ
هذا النشيد ارتجله الشيخ عبد الحميد بن باديس في حفل أقامته مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة يوم 27 رمضان 1356 هـ بمناسبة إحياء ليلة القدر.
قصيدة شعب الجزائري مسلم موجودة في صفحة 25 من الكتاب.










الاسم :
عبد الحميد ابن باديس
تاريخ الميلاد : 1307 هـ - 1889 م

مكان الميلاد : قسنطينة

تاريخ الوفاة : 1358 هـ - 1940 م

المذهب : مالكي

العقيدة : أهل السنة والجماعة

الأفكار : حارب الاحتلال بمحاربة الجهل
تأثر بـ : حمدان الونيسي القسنطيني
محمد النخلي
محمد عبده
رشيد رضا







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://benchicao.forumalgerie.net
 
عبد الحميد بن باديس - من إعداد: عَبْد الْمَالَك عَبْد الْقَادِر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد الحميد بن باديس
» قصة سيِّدُنا نوح من إعداد عبد المالك عبد القادر
» إنما المؤمنون إخوة قصة للمطالعة من إعداد عبد المالك عبد القادر
» العربي تبسي - من إعداد عبد المالك عبد القادر
» الأنبياء والرسل - من إعداد عبد المالك عبد القادر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة النصر وادي العلايق. البليدة :: الفئة الأولى :: مواضيع عامـة-
انتقل الى: