:لقد شهد التاريخ للمعلم بالرفعة والقداسة، فكان تاج الرؤوس ذا هيبة ووقار، لا يجاري ولا يباري في المجتمع فهو الأمين المستشار وهو الأب الحنون البار لدى الكبار والصغار وهو قاضيهم باقتدار عند النزاع والشّجار، وهو كالسّراج ينير الدّرب للسالك، يروي العقول والأفكار ويحرسها من شبه الأشرار.
هذه حقيقة ما كان عليه المعلم في السَّابق وهكذا عرف في المجتمع وأوصافه لا تكاد تجمع لأحد يعرف بها غيره بين النَّاس.
فكان المتعلم يهاب أستاذه أينما رآه لأن أباه هكذا رباه.
أما إذا تكلم المعلم عندهم فالأذان صاغية والقلوب واعية والأبصار شاخصة، وما حمَلَهم على ذلك غير الحب للمعلم.