استعد عمُّ كمال إلى السّفر لأداء العمرة..وارتدى ملابس الإحرام، وركب الطائرة وعندما وصل إلى مكة المكرمة فرح فرحاً شديداً عندما دخل إلى الكعبة المشرفة، فرأى منظراً جميِلاً..وجد النَّاس منهم من يصلي، ومنهم من يقرأ كتاب الله (القرآن الكريم). فطاف عمّ كمال حول الكعبة سبع مرات، وصلىَّ عند مقام سيدنا إبراهيم ثمَّ أخذ كوباً وملأه بماء زمزم وشرب حتى ارتوى ودعا الله لكل المسلمين بالخير، ثمَّ سعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط.وأنهى عمرته وعاد إلى وطنه، فكان في استقباله ابنه الصغير كريم مع أسرته، وما أن رآه ابنه حتى سأله عما رأى في عمرته؟ فقال له: رأيت الكعبة المشرفة وهي أول بيت (مسجد) وضع للنَّاس ليعبدوا الله فيه، ويحجوا إليه كل عام، وأول من بناه هو سيدنا إبرهيم وابنه اسماعيل. لقد ذكر لنا ربنا – عزوجل – في كتابه الكريم أن إبراهيم خليل الرحمن – عليه السلام – بعد ان أسكن ولده إسماعيل وزوجه هاجر عليهما السلام، دعا لأهل هذا البلد وساكنيه.فدعا أن يجعله بلدا آمنا، وأن يجنب بنَيه عبادة الأصنام، ودعا أن يجعل قلوب المسلمين تميل وتهفو إليهم وإلى بلدهم – ودعا أن يرزقهم من الثمرات..- ودعا أن يبعث فيهم نبيا منهم.