بناء المسجد
كان أول ما طالعته عيون المسلمين بالمدينة بعد نزول النبي على أبي أيوب بيثرب ( المدينة المنورة)، رسول الله ((يُشَمِّرُ عن ساعديه وينقلُ اللَّبِن والحجارة)) بانيا مسجده النبوي منشدا. اللهمَّ لا عيشَ إلاَّ عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرين.
وقد أُقيم المسجد في المكان الذي بركت فيه ناقة المصطفى، بعد أن اشتراه من يتيمين يملكانه، فسوى أرضه وأقام أعمدته من الحجارة، وجدرانه من اللَّبِنَ والطين وسقفه من جريد النَّخل، وأعمدته من الجذوع، وفُرشت أرضه من الرِّمال والحصباء وجعلت له ثلاثة أبواب، وبنى النبي - إلى جانبيه حجرات أزواجه ـ من الحجر واللبن وسقفها بالجريد والجذوع، وإلى جانب كونه مكانا للعبادة والصلاة فقد ظل المسجد منتدى تلتقي فيه جموع المسلمين، وجامعة يتلقون فيها علومهم، وبرلمانا لعقد المجالس الاستشارية، بل ودارا يأوي إليها فقراء وكان تشريع الأذان في بداية الهجرة ميلادا لصيحة الحق التي لازال المسلمون يتمتعون بسماعها خمس مرات في كلِّ يوم وليلة.