الــــــــمرأة
باستثناء بعض أوساط الأشراف الذين احتفظوا للمرأة بمكانتها بينهم لم يكن للمرأة في أرض العرب حقٌ يُعترف به أو قوة تستند إليها، إذا ولدت سبق النور إلى بصرها وجه أبيها قد علاه الحزن وكساه الهم العميق، وقد (يقضي عليها دون ذنب أو جريرة ألاَّ تستمر في الحياة) أكثر من دقائق أو ساعات تُوأَدُ بعدها ويُهال على وجهها البريء التراب، فإن فرتْ من خطر الوأد لم يبق لها إلاَّ حياة هي أقرب للموت، منها للحياة فكانت لم تُوأَد مرة تمتد بها الحياة لتوأد في كل يوم ألف مرة !!..........ثمَّ مع هذا كله لا يحق لها طعام الرِّجال وشرابهم، إنما يتركون لها ما خلفته الموائد وعافه النظر فكأنَّ المرأة في هذه الأرض ليست إلاَّ وسيلة متعة للرجال ليس لها عندهم إلاَّ الظُّلمَ والقسوة والبَطْرَ .